وزيرة حقوق المرأة في حكومة أيرولت .. نجاة بلقاسم .. طفلة بني شيكر المغربية ووجه فرنسا المعاصر

بعد 30 عاماً من مغادرتها قريتها الصغيرة الفقيرة بني شيكر شرقي المغرب، وهي في سن الرابعة من عمرها لتلحق بأبيها، العامل المهاجر في فرنسا، وعشر سنوات من النضال داخل الحزب الاشتراكي ومن المسؤوليات المحلية تجد نجاة فالو بلقاسم الفرنسية الجنسية المغربية الأصل نفسها في مقدمة المشهد السياسي الفرنسي. حصلت على الشهادة العليا في القانون، ثم التحقت بمعهد الدراسات السياسية في باريس وتخرجت في العام 2000، وهناك تعرفت إلى زوجها بوريس فالو الذي أنجبت منه توأمين يبلغان حالياً من العمر ثلاث سنوات، كما تعرفت إلى زوجة العمدة الاشتراكي لمدينة ليون الذي فتح لها الأبواب لخوض غمار العمل السياسي في عام 2002. وقبل أن تصبح وزيرة لحقوق المرأة ولسان حال حكومة جان مارك أيرولت، كانت بلقاسم واحدة من المتحدثين باسم حملة فرنسوا هولاند الرئاسية. أسهمت بلقاسم، البالغة من العمر 34 عاماً، بشكل كبير في فوز هولاند، حيث عملت في الحملة الانتخابية كناطقة رسمية باسم مرشح الحزب الاشتراكي، واستندت إلى أصولها المغربية لاستمالة أصوات المهاجرين، لكونها مثالاً للاندماج في المجتمع الفرنسي. تتميز بلقاسم، القادمة من أعماق الريف المغربي، بالبراعة في إقناع الرأي العام الفرنسي، أتاحتها لها ثقافتها الواسعة وخبرتها في العلوم السياسية، كما وجد فيها الحزب الاشتراكي تلك الأيقونة السياسية التي تمثل التعدد الثقافي والتي كانت تنقصه لمخاطبة الفرنسيين من أصول عربية والذين أصبح لهم وزن حقيقي في مختلف الانتخابات. تشتهر بلقاسم بأسلوب خطابي متميز ولباقة كانت تتيح لها التحدث لأكثر من ساعتين أمام مئات الآلاف من أنصار الحزب الاشتراكي، وهو ما أهلها لتكون الناطقة الرسمية باسم الحكومة الفرنسية.