الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أحدثت ثورة في عالم الأزياء وبدأ تطبيقها في دبي.. الملابس الذكية .. تقيس النبض .. وتبرد الجو

استحدثت الثورة الجديدة في عالم الملبوسات والنسيج خطاً جديداً في الموضة يعرف بـ «موضة المستقبل»، فهناك ملبوسات تقيس نبضات القلب، وثانية تنقذ حياة مرتديها، وأخرى على شكل معطف يبرد الجو، إلى جانب ملابس مزودة بتقنيات تساعد مرتديها على معرفة الطريق إذا تاه وسط الزحام. وفي هذا السياق أوضح الأستاذ المساعد في كلية الهندسة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا محمد عثمان، أن فكرة الملابس الذكية الإلكترونية موجودة منذ عقود، إذ إن سترات رجال الإطفاء هي عبارة عن معاطف وقائية ذكية تتحمل درجة حرارة تفوق الـ 700 لحماية رجال الإطفاء من الاحتراق، وفي حالة فقدان رجل الإطفاء وعيه فإن السترة مزودة بوسائل تكنولوجية تحدد موقع رجل الإطفاء داخل المكان الملتهب بالحريق. وأشار عثمان إلى أن «الجاكيت المكيف» ابتكار ياباني تم تنفيذه رسمياً في الدائرة الاقتصادية في دبي، إذ تم توزيعه على المفتشين الميدانيين في قطاع الرقابة التجارية لتمكينهم من السير براحة أكبر خلال تجوالهم الميداني. ونوه عثمان بأن الملابس الذكية تشمل بنطالاً مكيفا وقبعة مبردة تحمي المفتش من لفحات الشمس الحارقة، طلباً للبرودة والانتعاش، إذ إنها مزودة بمراوح هوائية صغيرة تم تركيبها في أقمشة الملابس من الداخل. وعن طريقة غسل الملابس الإلكترونية أكد أنه على الرغم من التقنيات العالية الموجودة في هذه الملابس، إلا أنه يمكن غسلها كغيرها من الملابس العادية، إذ نجح العلماء في دمج الأجهزة الإلكترونية الدقيقة مع أقمشة الملابس بطريقة يمكن من خلالها غسل الملابس من دون أن تتعرض الأجهزة الإلكترونية فيها للضرر. ومن ناحيته أفاد المتخصص في مجال تقنيات المعلومات معتز كوكش، بأن تكنولوجيا أقمشة الملابس بدأت تظهر انسجاماً مع عصر «الرقمنة» الإلكترونية التي فرضت على المخترعين استحداث خط جديد في عالم الموضة، تم توظيفه لمصلحة مستخدميه، كالقمصان القطنية التي تحتوي على أجهزة استشعار إلكترونية داخلية، مهمتها تسجيل إشارات القلب ومراقبة حركة التنفس، خصوصاً لأولئك الذين يعانون من مشاكل في الصدر، وفكرتها مثل التي تم تنفيذها لمخترعات يتم التعرف من خلالها على حالة المريض الصحية ومتابعته، كفكرة الأجهزة التي تقيس الضغط وتركب في مقود السيارة. ومن جانبها أشارت مصممة الأزياء مريم الشيباني إلى أن المصممين في عالم الأزياء المعاصر نجحوا في مزج موضة المستقبل التكنولوجية بالأقمشة والملبوسات، إذ ازداد عدد المصممين الشباب الذين يدمجون بين الإلكترونيات والملابس. لكن الشيباني نوهت بأن التحدي الأكبر أمام المصممين هو كيفية تطويع تكنولوجيا الملبوسات لتتلاءم بشكل متناسق مع أناقة الرجل والمرأة. وأكدت الشيباني أن تكنولوجيا الملبوسات الذكية فرضت على الكثيرين من المخترعين التحول إلى مصممي أزياء لتنفيذ أفكارهم، مؤكدة أن هذه الثقافة لا توجد في مجتمعاتنا بشكل كبير، كالغرب الذي أضحى فيه الكثيرون مهووسين بأجهزة مراقبة ضغط الدم أو السكري لمتابعة حالاتهم الصحية. وتابعت الشيباني «إن تصميم الأزياء الذكية أكثر صعوبة من تصميم الملابس العادية، لأن المصمم في هذه الحالة بحاجة إلى معرفة متعمقة لطبيعة الجهاز الذي يركبه ونوعية القماش، كما أنه يصبح مقيداً أكثر في التصميم بقصات معينة على خلاف التصاميم الأخرى للملابس». وزادت الشيباني «إن ثورة الملبوسات الذكية مفيدة طبياً، إذ أنتجت الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية، صدرية ذكية للنساء تكتشف من خلالها المرأة مبكراً إصابتها بمرض سرطان الثدي عبر موجات قصيرة يصدرها الجهاز عند استشعار أي ارتفاع في درجة حرارة الثدي التي هي من أشهر أعراض الإصابة بالسرطان».