الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ينتج من عدم التوافق مع الذات .. اختصاصي نفسي: التوتر أبرز مشاكل الشباب النفسية

لاشك في أن الشباب هم وقود المستقبل والجيل الصاعد، ورهان تقدم المجتمعات التي لا تألو جهداً في سبيل الحفاظ على صحتهم، لاسيما وأنهم يمرون بمرحلة عمرية تكتنفها عواصف وتوتر وقلق، رغم أنها مرحلة تحقيق الذات والبناء، والحب والمرح، ونمو الشخصية وصقلها. ويؤكد الاختصاصيون النفسيون أن للصحة النفسية دوراً مهماً في بناء شخصية الشباب، معللين ذلك بقدرتها على مدهم بالحلول التي من خلالها يتمكنون من التعامل مع المواقف المختلفة في الحياة، وتمكنهم من إنشاء علاقات صداقة، وتمكنهم من العودة إلى طبيعتهم المألوفة عند مواجهة أي صدمة، لذلك يتوجب الاهتمام بها وإعطائها أولوية كبرى بسبب خطورة نتائجها السلبية على المجتمع. وأفاد استشاري علم النفس الدكتور علي مرزوق بأن الشباب هم الأكثر انفعالاً وتفاعلاً في المجتمع، والأكثر استعداداً للانجرار وراء مغريات الحياة والانحراف والإصابة بالاضطرابات النفسية والتأثر بالاتجاهات الجديدة والتقليد الأعمى. لافتاً إلى أن الأبحاث الحديثة أوضحت أن هناك علاقة جدلية بين ارتفاع نسبة الانحراف في أوساط الشباب وبين طبيعة البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع، كما يلاحظ ذلك في المجتمعات الغربية. والعكس صحيح تنخفض الظاهرة في المجتمعات المحافظة التي تسودها المبادئ الدينية والقيم والأخلاق والفضيلة كما في المجتمعات العربية الإسلامية. وأردف الدكتور مرزوق تلعب طبيعة الواقع الاجتماعي (الاقتصادي والفكري والنفسي والتربوي والبيئي) دوراً أساسياً في تحديد طبيعة الأزمات والمشاكل التي يعانيها الشباب. فهذه العوامل تؤثر بفاعلية في تكوين أنماط السلوك واتجاهات الفكر وسقف المعاناة النفسية والمادية للأغلبية العظمى من الشباب. وتوصل الدكتور مرزوق عبر المسح النفسي الذي أجراه خلال خمسة أعوام وأرفقه بكتابه (مشكلات الشباب وحاجاتهم) إلى أن أكثر الحالات النفسية المرضية التي تنتشر في هذه المرحلة هي التوتر النفسي الذي ينتج من أسباب اجتماعية منها عدم قدرة الشاب على التفاعل مع الآخرين وفشله في التوافق مع نفسه. وأكد استشاري علم النفس والعلاج النفسي، أن أكثر أفراد عينة البحث كانت تعاني عدم القدرة على تقبل الذات، وزيادة المبالغة في تقدير الأمور وسلبية التفكير ما يؤدي إلى القلق والتوتر النفسي. لافتاً إلى أن الأزمة تكمن في أمرين: أولهما: المشاكل التي يواجهها الشاب في فهم نفسه والتعامل مع الآخرين ومع الواقع بصورة صحية. ثانياً: المشاكل التي تنطوي عليها تصرفات الشباب مع ذويهم والمجتمع عامة. وزاد، تعد مشاكل الهوية النفسية أكثر مسببات المرض النفسي في هذه الفترة، والتي تنتج من التساؤلات التي تدور في ذهن بعضهم على شاكلة «من أنا؟ وهل أنا شخص قوي؟ هل يعترف بي الكبار أم لا؟ هل يفهمني والدي؟ «وغيرها من الأسئلة التي تسبب لهم صدمة وضغطاً لأنهم يستمدون أجوبتهم في كثير من الأحيان من زملائهم وهي إجابات قد تؤثر في سلوكياتهم.