الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مواهب معطّلة

÷ من جملة الملاحظات وردود الأفعال التي تلقيتها على مقال الأمس بخصوص ضرورة إعادة النظر في قوائم اللاعبين المسجلين في كشوفات كل نادٍ، ووضع حدٍّ معين، بحيث ألّا يتجاوز عدد اللاعبين المسجلين على سبيل المثال الـ 28 لاعباً، حتى نتفادى مسألة تكديس اللاعبين في الأندية وتجميدهم ومن ثَمّ لايستفيد منهم أيٌّ من الأطراف، سواء أنديتهم أو من جانب الأندية الأخرى التي تحتاج إلى تلك النوعية من اللاعبين، ومن المعروف أن الأندية الكبيرة هي التي لديها عدد كبير من اللاعبين الذي يفوق حاجتها بحكم إمكاناتها المادية الكبيرة، بينما لاتمتلك الأندية ذات الدخل المتوسط إمكانية تسجيل لاعبين أكبر من حاجتها لأنها لاتستطيع أن تواجه المتطلبات المالية اللازمة. ÷ الملاحظة التي أودّ التوقف عندها كانت تلك التي شرح فيها أحد اللاعبين معاناته مع ناديه الذي يرفض إعارته أو انتقاله لأي نادٍ آخر، في الوقت الذي لا يجد فيه اللاعب مساحة للعب مع الفريق الأول، مشيراً إلى أنه لم يشارك طوال الموسم الماضي سوى لفترات محدودة مع الفريق الأول في ناديه، وتمثلت أغلب مشاركاته مع الفريق الرديف، وهو الأمر الذي لايرضي طموح جميع اللاعبين، خصوصاً إذا عرفنا أن اللاعب المذكور من لاعبي الصف الأول وشارك مع المنتخب الوطني للناشئين والشباب والأولمبي، وأخيراً، المنتخب الأول، ولاعب بتلك المواصفات من الطبيعي أن يكون لاعباً أساسياً في أي نادٍ آخر، لكن تلك الفرصة ليست متاحة مع ناديه الحالي بعد أن فرض عليه البقاء، إما حبيساً لمقاعد البدلاء أو المشاركة مع الرديف في مسابقة لاموقع لها من الإعراب، وهو ما يمثل قمة الظلم للاعب متميز من أبناء البلد. ÷ المعروف أن لاعبي الصف الثاني في أندية مثل العين والأهلي والجزيرة لديهم الإمكانية والقدرة على أن يتحولوا إلى نجوم الصف الأول في أندية أخرى، ولكن حقيقة الأمر أن أولئك اللاعبين المميزين لا يجدون فرصة اللعب في تلك الأندية الكبيرة بسبب زحمة اللاعبين النجوم سواء من المواطنين أو الأجانب، وفي المقابل تفضل تلك الإدارات الاحتفاظ بهم للحالات الطارئة، وتُبقي عليهم في قوائم الفريق دون أن تسمح لهم بالانتقال إلى أندية أخرى، وهو ما يمثل إجحافاً وظلماً على اللاعبين ومستقبلهم، خصوصاً أن عمر اللاعبين في الملاعب قصير جداً، ناهيك عن أن تعطيل تلك المواهب خسارة وطنية لاتقدّر بثمن. كلمة أخيرة ÷ إن وضع حدٍّ أعلى لتسجيل اللاعبين في الأندية من شأنه أن يعيد الحياة والأمل لكثير من المواهب الوطنية قبل أن تصل مرحلة الاعتزال دون أن تحقق شيئاً من طموحاتها المشروعة. [email protected]