الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

هو .. وهي

بدون سُكّر كانت تحب الشاي بلا سُكر، وكان يكتفي بوضع إصبعها في الفنجان. ظلم حين حدثتْهُ عن طفولتها، بكت كثيراً وهي تتذكر إساءات والدها، وعُنف أخوتها، وظلم مجتمعها. نسيت أثناء الحديث إساءاتها بحقه، وعنفها ضد أطفالها، وظلمها لأسرتها. شاطئ البحر طلب منها أن تكتب اسمه على مكان لا يُمحى أبداً، تعبيراً عن حبها له، فكتبت اسمه على شاطئ البحر. ذوق رفيع أكثر ما يزعجني فيه حديثه المتكرر عن نفسه، عن مغامراته النسائية، وإنجازاته المهنية، وذوقه الرفيع في كل شيء. بالأمس، قررت أن أعامله بالمثل. حدثته عن العدد الكبير من الشباب الذين تقدموا لخطبتي قبله، ورفضتهم جميعاً، وأخبرته عن الجوائز الكثيرة التي حصلت عليها في المدرسة والجامعة والعمل تقديراً لإنجازاتي ونجاحاتي. أما عن ذوقي الرفيع في اختيار الأشياء، فقلت له: للأسف، أنت هنا غلبتني. ذوقك جداً رفيع في هذا المجال، وذوقي سيئ جداً في الاختيار. تكامل قال لها: الحياة رجلٌ وامرأة، بهما يكتمل كل شيء. قالت له: الحياة امرأةٌ، بدونها لا يتم شيء .. خسرت هي رجلاً وكسب هو الحياة. هدية في ذكرى ميلاده، قدّمت له وردةً. في ذكرى ميلادها، قدّم لها نظارة لتصحيح البصر. مدح وهجاء في قصيدته، مدح عينيها اللتين تلونهما عدساتٌ لاصقة، وشعرها الذي تخفي شيبه صبغةٌ حمراء، وأظافرها الملمعة بموادٍ اصطناعية. في قصيدتها، هجت شعرات الشيب الظاهرة في رأسه، وصوته الأجش، ويديه اللتين صارتا خشنتين. الأسرة تخلى عن كل نجاحاته في سبيل أسرته. حين حققت نجاحها الأول، تخلّت عن أسرتها. بلا كلمات عندما تأملت عينيه، فاض لسانها عليه بمعسول الكلام. حين تأمل عينيها، قال إنه لم يجد ما يسعفه من الكلمات. أمنية حين كانت صغيرة، تمنت مراراً أن يكون عندها شجرة نخل عالية في حديقة منزلها. كتبت حول «أمنيتها» رسائل عشق، وقصائد شوق، وأحاطت «سَعَفَها» بـ «رُطب» الكلمات. عندما تحققت أمنيتها، طلبت من مزارع حديقتها أن يقطع النخلة من جذورها، لأنها تحجب عنها حريتها.