السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

نُريد حلاً

من الاستحالة ألا تجد أحداً في الإمارات لم يكتوِ بنار خادم جعله يدور ويلف ويطلع وينزل لأجل الخلاص من آثار هروبه أو مصيبة تسببّ بها لا يمكن نسيانها في مسلسل مشاكل خدم المنازل الطويل. ويعتبر شهر رمضان موسماً لهروب خدم المنازل بلا منازع، وقلة قليلة من العوائل يصمد خدمها في شهر رمضان، لتغيّر نمط وبرنامج إعداد الوجبات وتوقيتها وحجمها فيه عن سواه من أشهر السنة، ما يدفع بعض الخدم للهروب، لذلك كثيراً ما نسمع ربة البيت وهي تدعو وتبتهل إلى الله بأن يثبت خادمتها حتى نهاية الشهر الفضيل وإلا سيكون الوضع مزرياً ولا يطاق! ما زلنا ننتظر على أحر من الجمر تطبيق عقد العمل الموحد للعمالة في دول مجلس التعاون الخليجي لتطبيقه في الدول الأعضاء، مع ضرورة تشديد البنود وأحكامها للحد من ظاهرة استهتار الخدم وعدم التزامهم بعقد العمل في الدولة. وفي هذا الإطار ناقشت لجنة مشتركة من دول المجلس إعداد القانون الذي سيتم طرحه في اجتماعها المقبل الذي سيعقد في المنامة في أكتوبر المقبل، للتوصل إلى صيغة عقد نهائية تكفل حق صاحب العمل وحق العامل. وفي دراسة قام بها مركز أبوظبي للدراسات والبحوث الاستراتيجية حول تأثير العمالة الوافدة في عملية التنمية المستدامة أكد الدكتور جمال سند السويدي أن الكثير من الإحصاءات والأرقام بما يخص ملف العمالة في الدولة يحتاج إلى المزيد من الدراسة ليتسنى للجهات المعنية وضع الرؤى والتصورات المناسبة لها، في ظل الطلب المتزايد على تلك الفئة، ما قد يشكل ضغطاً كبيراً لتطوير الأطر التشريعية لتنظيم عملية تنقلها في دول المجلس. لا أحد ينكر أن مشكلة الفئات المساعدة أصبحت كابوساً يؤرق مناماتنا، فئة باتت تُشكل خطراً على التركيبة السكانية، وعلى استقرار الأُسر وسلامة الأبناء، أشبه بقنابل موقوتة سائرة بيننا تهدد أمن وسلامة المجتمع ككل، ما لم يتم استدراك خلل النُظم والقوانين في مسألة استقدام وتوظيف العمالة الوافدة في الدولة. أطلقت شرطة دبي حملة للحد من جرائم الفئات المساعدة ومنها خدم المنازل تحت عنوان «الفئات المساعدة بين الاهتمام والاتهام» والتي ستستمر شهراً كاملاً بالتعاون مع وزارة الداخلية والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب وعدد من الهيئات والدوائر المحلية في الدولة، كشفت شرطة دبي خلالها عن إحصائية لعدد جرائم الخدم للعام 2012 والتي بلغت 1258 جريمة، ما يدعونا إلى ضرورة الضغط على أرباب مكاتب الخدم بضرورة استقدام عمالة «سوية خالية من الأمراض النفسية»، عمالة ماهرة جاهزة لأن تلبي حاجة العمل، والكف عن إغراق السوق بعمالة متخلفة أثقلت كواهلنا بمشاكلها المستعصية. للتواصل مع الكاتب [email protected]