الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«حق الليلة» .. حلويات .. وخيم وملابس تراثية

«حق الليلة» شعاع من نور يضيء مجتمعنا وأيامنا، يطلقه صغارنا ببراءتهم وابتسامتهم وشقاوتهم وتطلعاتهم وأحلامهم وأمانيهم، يحيون تراثنا ويحفظون تقاليدنا ويجددون ذكرياتنا ويجوبون أحياءنا ويطرقون أبواب قلوبنا مطالبين بحقهم من الهدايا والمودة والرحمة. نترقب دقات أياديهم الصغيرة ونمنحهم الحلوى مقابل الابتسامة والدفء والسعادة التي نقتنصها منهم في النصف من شعبان. تعددت مسمياتها خليجياً والاحتفال واحد ففي الإمارات تسمى «حق الليلة» وفي قطر والبحرين تسمى «القرنقعوه» في حين تسمى في الكويت والسعودية «القرقيعان» أما سلطنة عُمان فيطلق عليها «القرنقشوه». ويعد الاحتفال بـ «حق الليلة» تقليداً تراثياً يحرص عليه الإماراتيون جيل بعد جيل احتفاء بقدوم رمضان المبارك، وفيه يشدو الأطفال بالأهازيج الشعبية الخاصة بهذه الليلة وبالمقابل يحصلون على المكسرات والسكاكر. ويبدو أن تطورات العصر لم تترك مناسبة إلا وشملتها حتى التراثية منها، فسابقاً كان الاستعداد لهذه المناسبة يتم عبر شراء الحلويات والمكسرات ووضعها في «جفير» عند فناء المنزل انتظاراً لقدوم الأطفال، إلا أنه وفي الوقت الجاري اختلفت طرق الاحتفال إذ تتنافس الأسر على شراء حق الليلة بأشكال مختلفة وأنواع مميزة توضع في صناديق مبتكرة بطريقة عصرية، في حين ينصب البعض الخيام ويزودها بالأكلات الشعبية والماء البارد ومن ثم يشدو الجميع كباراً وصغاراً بالأهازيج الشعبية. وحددت الإمارات ليلة النصف من شعبان موعداً للاحتفاء بهذه المناسبة، بينما تحتفي بها دول الخليج في النصف من رمضان. وفي إمارة رأس الخيمة ومناطقها وبالتحديد في مدينة الرمس يجتمع الأطفال من بعد الثالثة ظهراً وحتى صلاة المغرب مرتدين الملابس التراثية ويحملون «الخريطة» وهي أكياس مبتكرة مطبوع عليها صورة شخصيات كرتونية محببة إليهم يطوفون بها على المنازل مرددين أهازيج خاصة بهذه المناسبة. وتختلف الكلمات التي يرددها الأطفال احتفاء بهذه المناسبة من دولة إلى دولة، ففي الإمارات يردد الأطفال «عطونا اللـه يعطيكم بيت مكة يوديكم أعطونا من مال اللـه سلم لكم عبداللـه»، أما في البحرين «سلم ولدهم يا اللـه وخله لأمه يا اللـه اييب المكده يا اللـه ويحطها في جم أمه يا شفيع لأمه قرقاعون عاده عليكم يالصيام ما بين قصير ورمضان»، أما في دولة الكويت «قرقيعان وقرقيعان بين قصير ورميضان عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام سلم ولدهم ياللـه خله لأمه يا اللـه عسى البقعه ما تخمه ولا توازي على أمه عطونا اللـه يعطيكم بيت مكه يوديكم»، في حين يردد أطفال السعودية «قرقع قرقع قرقيعان أم قصير ورمضان عطونا اللـه يعطيكم بيت مكة يوديكم يوديكم لأهاليكم ويلحفكم بالجاعد عن المطر والراعد»، أما في سلطنة عمان «مرنقشوه يوناس عطونا شوية حلواي دوس دوس في المندوس حارة حارة في السحارة وإذا لم يحصل الأطفال على القرنقشوه يرددون «قدام بيتكم صينية ورا بيتكم جنيه، ويردد الأطفال في قطر «قرنقعوه قرقاعوه عطونا اللـه يعطيكم بيت مكة يوديكم يوديكم لأهليكم يامكة يالمعمورة يا أم السلاسل والذهب يانورة عطونا دحبة ميزان يسلم لكم عزيزان عطونا دحبة ليفة يسلم لكم خليفة». واعتبر معلِّم اللغة العربية محمد كاسين هذه المناسبة بأنها ليست من البدع وإنما هي من العادات والتقاليد التي توارثها الإماراتيون من الآباء والأجداد في الماضي، لافتاً إلى أنهم يستعدون بنصب الخيم التراثية وتجهيز الأكلات الشعبية من الهريس والدنقو والباجلة والحلويات والهدايا وتقديمها للأطفال والكبار أيضاً. وأفاد علي الوري الموظف المتقاعد من وزارة الصحة، بأنه ينتظر هذا اليوم ليرى السعادة على وجوه الأطفال عندما يصلون إلى باب المنازل يطرقون الأبواب مرددين «عطونا اللـه يعطيكم بيت مكة يوديكم». وأوضح إمام مسجد حمد بن حمد عبيداللـه، محفوظ الشحي أن «حق الليلة من العادات الحسنة والمحببة لدى الأطفال وهي ليست من العادات السيئة وذلك لما فيها من إدخال الفرح والسرور للأطفال فالإسلام أمر بإدخال السرور على قلوبهم كما أن الرسول صلى اللـه عليه وسلم كان يحب مداعبة الأطفال».