الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

ذكرياتي السعيدة في المرخانية

أمعنت النظر ناحية اليمين وأنا في طريقي في مدينة العين ناحية سكن المرخانية 2، وكانت دهشتي كبيرة جداً بالتغييرات التي حدثت في السكن فقد تغير تماماً عن فترة الستة أعوام التي قضيتها بين جنباته وأنا أتلقى تعليمي الجامعي في جامعة الإمارات العربية المتحدة، فتوقفت ناحية اليمين أنظر للمباني والفلل التي كانت حتى تخرجي تحوي تاريخاً لي ولكثير من السكان هناك بكل الأفراح والأحزان والمواقف والشخصيات والكائنات المعروفة وغير المعروفة. وقفت وأنا أنظر لفيلا رقم 84، كان ذلك المنزل الذي حوى قصصي عندما كنت شاباً يافعاً قادماً من مدينة ساحلية قديمة مع مجموعة كبيرة من طلاب العلم أمثالي وغيرهم ممن امتلأت بهم طرقات هذا السكن ومنازله، فتلك الغرفة العلوية المطلة على الشارع ببابها الزجاجي كانت غرفتي التي شاركتني أيامي الجامعية بكل ما فيها، وتلك الزاوية الصغيرة التي كتبت بها قصيدتي الشعرية التي لم يسمع بها أحد، وذلك الركن القصي الذي شهد مكالمتي الأولى لمن أحب، وتلك المساحة التي لعبنا بها لعبة كرة القدم، وذلك الموقف الذي استخدمت به الريموت كنترول لسيارتي «المكسيما» و«الفورد الأحمر» وكان فتحاً مبيناً في عالم السيارات حيث بضغطة زر يدور محرك السيارة، ومن تلك البوابة التي أزيلت كنت أنطلق لجولة في مدينة العين مع مجموعة من الزملاء سواء للنقفة أو لشارع خليفة أو لسينما المويجعي وسينما النادي أو حتى عندما نجوع لنتوقف «تالي» الليل في مخبز السويداء. كان المكان عامراً بمشاعر إنسانية وقصص تستحق أن تروى وأحداث قد لا تغير التاريخ لكنها عند أصحابها غيرت التاريخ والجغرافيا والفن، وبذلك المكان كنت على موعد مع شريط لعبادي الجوهر «قالت لي مليت» وكنت على موعد مع الدكتور عبدالماجد والدكتور إبراهيم البلوشي والدكتور الجامع الماتع حمد بن صراي وغيرهم كثير. كان ذلك البيت هو كل ما أعرفه من العالم الجامعي. أمعنت النظر جيداً ثم التفتت وأنا أتحرك بعيداً إلى دورة الزمن التي غزت الجسد والشيب الذي امتلأت به اللحية وذلك الحنين إلى تلك الليالي الحالمة الدافئة والشوق إلى الأصحاب ورفقاء الدرب، وأبتعد أكثر وأكثر عن المرخانية ذلك المكان الذي لا ينسى. [email protected]