السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

العلم هو الحياة

الكل يتفق معي على أهمية العلم وضرورة البدء والاستمرار في عملية التعليم، ولكنهم قد لا يتفقون معي في توحيد النيات التعليمية. وأنا هنا أتساءل لماذا نحن نتعلم، هل نحن نتعلم من أجل التعلم ورفع الجهل، أم نتعلم لكي نجد شهادة لنعمل. قد يقال طيب، هذا هو واقع اليوم، إن مخرجات التعليم مربوطة بالعمل، وإن هناك تخصصات يتحتم علينا دراستها لأن العمل يتطلبها، أقول إن هذا أمر حاصل نعم، ولكنه كتفكير خالص هو عين الخطأ. لأن الله عز وجل أخبرنا بأهمية التعليم الخالي من النيات وتبعية العمل، وذلك عندما قال سبحانه (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون). وقال سبحانه في آية أخرى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) فهنا سبحانه وتعالى يشير إلى رفعة العلم وأهمية التعليم المطلق. وقال سبحانه (اقرأ)، اقرأ هنا تنادي للعلم المطلق الذي ينير القلب، ويضيء الروح، ولم يقل سبحانه اقرأ لتعمل. والفكرة هنا أنك أنت عندما تتعلم، تتعلم لكي تزيل عنك الجهل، وتضيء قلبك بالمعرفة، فالله سبحانه لا يعبد بالجهل كما قال الفيلسوف المسلم مصطفى محمود. وعندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم) فهو هنا عليه السلام، يبرهن على حتمية التعليم، وأنه هو أساس الحياة. ومن المهم جداً هنا، أن نتشرب هذا المعنى، وهو أن نتعلم لكي نتعلم لا لكي نعمل، فنتعلم أولاً للعلم وإن أتى العمل بعد ذلك فهذا أمر حسن، ولكنه لا يكون هو غايتنا وقمة رغباتنا. حكمة المقال: العلم يبني بيوتاً لا عماد لها .. والجهل يهدم بيت العز والكرم