الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

الروضة نافذة القيم الأولى

لا شك أن هناك قيماً ومبادئ يجب نشرها وتعليم النشء على فضائلها وسموها، وهي مهمة تنطلق كما هو معروف من المؤسسة الاجتماعية الأولى الأسرة، لكنها لا تقف عند عتباتها فحسب، بل إنها أيضاً من ضمن مسؤوليات المجتمع ككل، ولعل المؤسسة التعليمية واحدة من أهم هذه الوسائل، ولها دور عظيم في هذا السياق. لدينا ولله الحمد في بلادي الحبيبة اهتمام بالغ بالعملية التعليمية ودعمها لا ينحصر في الوسائل الفنية والمباني بل في التطوير المستمر للمناهج وطرق التدريس الحديثة، وعلى مختلف المراحل التعليمية، ومنها مرحلة التعليم الأولى المتمثلة في الروضة والصفوف الأولى. وفي ظني أن الطفل في هذه المرحلة يكتسب توجهاته وتبدأ اهتماماته في النمو والتوسع، ومنها أيضاً يبدأ التطلع للعالم الخارجي بكل أبعاده واختلافاته. وكما هو معروف فإن هذه المرحلة من التعليم تعد من أخطر وأهم المراحل إذا لم تكن أهمها على الإطلاق، وهناك بحوث ودراسات واسعة في هذا المجال أكدت هذا الدور الحيوي لرياض الأطفال التي تعتبر ذات تاريخ ومرت بمراحل كبيرة من التطور والنمو في الواجبات والمهام،. هذا الاهتمام والبناء المستمر لهذا المجال التعليمي، يأتي لأنه كما هو معروف يهتم بعقول غضة طرية سهل توجيهها والاهتمام بها وتغذيتها بالقيم والواجبات. أهمية الاهتمام بهذا المجال التعليمي هو قابلية تشكيل شخصية طفل اليوم وأمل المستقبل، وبالتالي قابلية العمل على إخراج أجيال سليمة في نظرتها واهتماماتها لخدمة مجتمعهم ووطنهم، أجيال خالية من الشر أو على الأقل تم توجيهها التوجيه السليم الصحيح. فالطفل الصغير عندما يغادر منزله ويتوجه نحو روضته فيشاهد المعلمة وهي تردد أي قيمة إنسانية يتبناها مباشرة دون اعتراض أو تردد أو تشكيك أو حتى إبداء وجهات نظر مختلفة، بل هو يصدق ويؤمن ومن ثم يتفاعل ويذهب للمنزل ويردد كل ما سمعه وتعلمه على أمه وأبيه؛ لذا أعتقد أننا أمام مسؤولية بالغة وكبيرة نحو مزيد من الاهتمام بهذا الحقل التعليمي أولاً من حيث التوسع فيه سواء الطاقم التعليمي المتخصص في رياض الأطفال وعلم نفس الطفل، أو من حيث بناء وإنشاء روضات تعليمية صممت وفق أحدث المتطلبات والشروط والمواصفات لتكون دوراً لتعليم الأطفال. ونحن ولله الحمد نشاهد مثل هذا الاهتمام والعناية وإن كنت أعتقد أننا بحاجة للمزيد لتشمل إمارات بلادنا الحبيبة كافة، وأن تزداد مع النمو السكاني والبشري الملاحظ والملموس. [email protected]