الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

سياحة الصحراء .. واقع يستحق التطوير

نتيجة لارتفاع نسبة التصحر والصحراء في وطننا العربي الكبير والتي تصل فعلياً إلى 95 في المئة لدى الجزء الأفريقي، و80 في المئة في الجزء الآسيوي، ونظراً للتفرد الواضح للتضاريس والجغرافيا فإنها تستهوي عدداً لا بأس به من أصحاب الدار والضيوف والزوار على حد سواء. وباعتبار أن لصحرائنا العربية خصوصيتها وأهميتها على مدى التاريخ منذ وجود الإنسان فيتوجب علينا الاستفادة منها وتطويرها بما يتلاءم وحاجات وأذواق أجيالنا الجديدة .. فمن منا لا يتذكر قصة ماء زمزم وبزوغ فجر الإسلام واكتشاف النفط وتنوع الحضارات. وبالفعل، فإن السياحة الصحراوية بدأت تكتسب أهمية ومساحة متزايدة من حصة اقتصادات السياحة العالمية لمزاياها الحضارية والثقافية والمناخية، وكذلك لوجود غطائها النباتي والطيري والحيواني الخاص. فلا نبالغ باعتبار أن 42 في المئة من الثروة الحيوانية العربية تعيش على المرابي الطبيعية الموجودة أساساً في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في الوطن العربي. لذلك تتضح للجميع ضبابية الصورة التي يختزنها البعض عن الصحراء العربية والتي تفتقر إلى الرؤية والشمولية المتوازنة وتنطوي على الكثير من الجحود لخيرات صحرائنا العربية وفضلها. وكعادتها، دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر السبّاقة في نوعية الاستثمار السياحي وتحقيق التفرد واكتساب الألقاب من خلال الاهتمام الواضح في السياحة الصحراوية .. فكثيراً ما نشاهد ونقرأ عن رحلات السفاري العديدة التي تخترق الصحراء بكثير من الإثارة وحسن الأفكار بدءاً من تحدي القيادة على الرمال واعتلاء الهضبات ومروراً بالكرنفالات والمفاجآت وانتهاء بحفلات السمر والطعام التي تستضيفها خيمنا العربية المحضرة خصيصاً لهذه المناسبات والأفكار، وكذلك يجب ألا ننسى مسابقات الهجن والخيول العربية الأصيلة التي تستضيفها الحلبات ومتنزه صحراء الشارقة الذي يستقبل سنوياً أكثر من 300 ألف زائر بقاعاته الأربع والتي تشمل متحف التاريخ الطبيعي والنباتات ومركز الحياة البرية ومزرعة الأطفال .. ويبقى مركز تكاثر حيوانات شبه الجزيرة العربية المهددة بالانقراض هو الأكثر تفرداً وحضوراً للأهمية ولضمان البقاء. مما تقدم أدعو الجهات المعنية والمهتمين لزيادة جرعة الاهتمام اختصاراً للوقت ولمضاعفة الأرقام التي نتوقع أن تضاهي بمداخيلها السياحة الطبيعية في أكبر دول العالم.