الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عيال المكيف

لا أدري من أطلق بالضبط على جيلنا هذا المسمى (جيل المكيف) ومتى أطلقت هذه التسمية، ولكنني أفهم السبب وراءها، والدافع الذي جعل الأجيال التي تكبرنا بسنوات تحكم علينا، بأننا جيل لا يتحمل الصعاب ولا قهر الشمس، ربما هم أيضاً يشعرون بأننا لسنا على القدر الكافي من المسؤولية، وأننا سننهار في أول تصادم يحدث لنا. جيل المكيف، أو عيال الكنديشن بالعامية، يعني بأننا جيل لا يتحمل المشقة ولا نملك ذلك القدر من الصبر والتحمل، ففي نظر الأجيال التي تكبرنا خبرة في هذا العالم، نحن مجرد جيل متعلم ولكن غير واع، لا نملك خبرتهم المخضرمة، المليئة بقصص البحارة والكتاتيب، الأزقة القديمة، ودكان السمن، فنحن جيل الإتكيت قد نصاب بمرض خطير لمجرد اختفاء الشوكة والسكين. والمضحك في الموضوع، أننا بقدر ما نكره تلك النظرة من تلك الأجيال المخضرمة، إلا أننا نوجهها ذاتها إلى أولئك الذين يصغروننا بأعوام، فنحن أيضاً نشعر بأننا نتخذ قرارات أفضل من قراراتهم، وأننا على القدر الكافي من الوعي والخبرة، والحقيقة أن كل جيل يشعر بأنه أكثر خبرةً من الجيل الذي يليه. - جيل الطيبين أصبحت مقولة جيل الطيبين معروفة، فاليوم جيل الطيبين بالنسبة لنا نحن أبناء الثمانينات، هو ذلك الجيل الذي شهد جزيرة الكنز والكابتن ماجد وقراندايز، ومسلسل خالتي قماشة، وعندما نسلم الراية إلى الأجيال التي تلينا، يصبح جيل الطيبين هو من شهد ريمي وأبطال الديجيتال! وعلى الرغم من أنني من جيل المكيف، إلا أنني مازلت أتذكر رائحة أوراق اللوز وصوت ارتطام قدمي بالأرض بعد القفز من فوق السور، وشجرة السدر الكبيرة التي تآكلت مع الزمن، ليبقى فقط جذع شبه ميت ينتصف باحة منزلنا، ورائحة الرمل المخلوطة بالماء، مازلت أنا رغم ذلك المسمى تلك الطفلة التي تصنع الخبز بالطين، وتجري حافية القدمين وقت الظهيرة. أعتقد أننا مع مرور الوقت نبدأ بفقدان اللذة التي كنا نشعر بها ونحن صغار، وعلى الرغم من أن العيد يوم لم يتغير، إلا أننا لا نشعر بلذته كما كنا نشعر سابقاً. [email protected]