الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

ثقافة الوحوح

المقالات أو الأحاديث وبشكل إجمالي الكتابات دون تحديد ماهيتها أو نوعها هي التي تجبر الكاتب على صياغتها لبدء حالة خاصة من التساؤلات وطرح بدايتها على هيئة سؤال يشكل استهلالاًَ لها، تكون هي تلك التي أحدثت داخلي حالة من الإدراك والإرباك الفكري والتأملي الكبير فتخرج من داخلي أولاً على صورة سؤال ثم تنسكب عبر فكرتها متوشحة بالكلمات لتصل إلى الآخرين. راودني سؤال أجبرني على توشيحه بالكلمات حتى يخرج، ماذا نصنع بالأجيال التي نحفزها لفعل الأعمال بطريقة غريبة في مجتمعنا وهي زرع ثقافة الوحوح داخلها؟ والوحوح لمن لا يعرفه هو ذاك الكائن البشع الكبير المتسخ الهائل الظلال، ولك أن تنمي مخيلتك وتفتح لها المجال أكثر بتخيل وصنع ذاك الوحوح. في بيئتنا يشبه الوحوح أم الدويس والسعلوة وأبو ريل مسلوخة، وحديثاً في منزلنا وللجيل الجديد الذي لا يردعه الوحوح فهناك الشيبة. حسناً هل يعلم الأهل أو أولياء الأمور بأن الوحوح لا يردع الأطفال عن شقاوة ولا يحثهم على عمل بل يهبط من عزائم أمور الكثير منهم كما يصنع أطفالاً انهزاميين مهزومين ومنغلقين على أنفسهم تزدوج داخلهم شخصياتهم بين إقدام وإحجام خوفاً من الوحوح وتحدياً للشيبة فيخرج جيل مهتز لا يثابر ولا يقدم ولا يبدع. فالإبداع يحتاج إلى ركيزة قوية إلى أرضية صلبة حقيقية داخل نفس الإنسان كي يبدع. إذاً نحن بجهلنا ندفع الطفل نحو (الوحوح) وضرورة خلق حالة متواصلة من الخوف من كل شيء مما هو خيالي وواقعي ماذا ننتظر؟ هل ننتظر إبداعاً؟ لا يبدع الخائفون فهم يقفون فوق عتبات الطريق محدقين بعيونهم المائلة المترقبة لظهور الوحوح بأي وقت ومن أي مكان. لا لثقافة الوحوح، فالأطفال يحتاجون إلى الواقع وإلى الحقيقة وليس إلى وهم بشع لكي يمضوا مجازفين نحو الإبداع. فتوقفوا عن زرع الخوف من المجهول فنحن أمة تؤمن بالقدر خيره وشره، لماذا إذاً نزرع داخل أطفالنا الخوف من شر المجهول بالخوف من كل تلك المخلوقات الوهمية التي تلوح من بعيد في حال أي فعل لا يرضي أحد الوالدين (يا ولدي هذا غلط) تكفي لتبين للطفل الأمر دون تهويل زرع ثقافة الوحوح. [email protected]