السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تجربة علامة المربع

بدا موقع التواصــــــــل الإلكــتروني تويتر مؤخراً أشبه بالفن اللاموضوعي والرســـومات المجنونة التي ظهرت بعد الحربين العالميتين كصرخة للفن بعد أن آلمته الأسلحة الثقيلة وفتكت به الجراح فأدمت ألوانه ولوحاته كما تشتتت في حضرة الاضطراب المعاني الأدبية، فاصطبغ كل شيء بلون القسوة والتجأت مدارس الفن إلى التعبير عن هذا التشظي في البنية الشفافة المرهفة المجروحة بوجوه غريبة الشكل والهيئة تصرخ كلها تحت عنوان واحد ... الضياع! أردت أن أتصفح «تويتر» فأربكني أن وجدت نفسي قد فُقدت وسط كل هذه الضوضاء المحمومة حين لم يعد للفرد صوت ولا لوجع الإنسان، وهنا أعنيه كواحد مستقل غير وجود واهٍ. هل سيضيع الإنسان العربي وسط كل ما يجري أياً كان ما يحدث وما يقود إليه وما معناه؟ أردت أن أتمسك عندها بشيء أعرفه. حقيقة مألوفة قريبة مطمئنة فبدأت بتجربة هاشتاق أو «علامة مربع» بهدف الدعوة إلى القراءة! كتبت التالي: #سأقرأ .. قرار في شدة الأهمية تتخذه ليغيرك وكل ما حولك. يسكنك برؤية مختلفة ومعانٍ مغايرة فتقدم نحوه من فضلك بشجاعة. #سأقرأ .. أي سأتحمل أوزاراً لم يقدروا عليها، أن أكون في مواجهة مع الحقيقة المختلفــــة والـــوجــه المظلم للقمر، اقرأ إذاً بحذر! #سأقرأ .. نداء مسؤولية لا يمكن اتخاذه ببساطة. القراءة هي الطريق الأصعب نحو جوهر الحياة، لذا نجد أقل الأماكن ارتياداً هي المكتبات. #سأقرأ .. صرخة لا تنبع إلا من جوفنا بمياه الخلود. صرخة لا يسمعها سوى الصمت فينا وفيهم، لغة توحدنا مع الكتاب. #سأقرأ .. تعني أني قررت أخيراً أن أفكر، أن أفهم، أن أكون حياً وسط الأموات. #سأقرأ .. أي ما عدت ذاك الغصن الغرير تلاعبه الريح كيفما شاءت. #سأقرأ .. تعني أن لغتي لن تموت. #سأقرأ .. لأني أريد أن أفكر لا بما يقدمون من حقائق «معلبة»، أريد أن يحدثني عقلي. #سأقرأ .. لأني لا أعرفني سوى انعكاس على صفحات المعرفة حرةً من قيد الجهل. #سأقرأ .. لأبحث عن سبب عدم قراءتهم! #سأقرأ .. لأنه الفعل الوحيد الذي لا يشجعك عليه أحد. #سأقرأ .. في كتاب آخر لم يقرأه أحد. #سأقرأ .. لأنهم رحلوا وإنها الطريق الوحيدة لسماعهم. #سأقرأ .. لأستعيد توازني في زمن الاضطرابات. واستمرت حملة القراءة عن طريق علامات المربع ولا يعلم أحد حتى الآن إلى ماذا ستؤول الأمور! [email protected]