الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الخليجيات يتبعن رفاهية وفخامة الرائحة وينتهجن الدهن.. اختيار العطر .. «خنه» للمزاج .. والعود لا يتغير

تعمل العطور على لفت الانتباه وتحسين مزاج الشخص أو الحالة الذهنية، فتعزز الثقة بالنفس والشعور بالحيوية، لذلك يلجأ الناس لاختيار عطر يلائم شخصياتهم، ولا شيء يماثل التأثير الفوري للعطر، فاستنشاقه يمكن أن يبدل مزاجك تماماً، أو يوقظ فيك ذكريات جميلة أو يبعث فيك الحزن، كما أن الروائح الزكية تُحدث ارتياحاً واسترخاء وتقلل من التوتر وضغوط حياة اليومية. وفي هذا السياق ترى الباحثة في علم السلوكيات سحر الموصلي، أن العطر مفتاح يدل على الشخصية، فالمرأة الرومانسية يلائمها نوع مغاير لذات السمات الجادة، بينما المنطلقة يناسبها آخر يساعدها على إكمال شخصيتها. في حين ذهبت صاحبة منتجات «شايل الزين» للعطور الإماراتية فاطمة حسن المرزوقي إلى أن شخصية المرأة تأتي حسب اختيارها للعطر، فإذا كان خفيفاً من الصنف الفرنسي دل على أنها مثقفة وأنيقة، وإن كان قوي الرائحة دل على تقدمها في السن، أو أنها ذات شخصية قوية تبحث عن جذب حاسة الشم عند المارة. وتتابع المرزوقي «معروف في المجتمعات الخليجية وفي الأعراس والاجتماعات النسائية الخاصة والأعياد، أن المرأة تبحث عن عطر يترك أثراً حتى تتميز برائحتها بين النسوة، ومن أهم الأمور التي تحرص عليها المرأة ما يسمى في المصطلحات الإماراتية (الخنه) التي لديها قدرة على ضبط الحالة المزاجية برائحتها الزكية». وتشير المرزوقي إلى أن للعطور مواسم وأوقاتاً، ففي كل موسم من العام تصدر عطورات جديدة بمسميات جديدة تتبعاً للموضة والمناسبات. ونوهت المرزوقي بأن المرأة العربية تحب الرفاهية والفخامة في العطور، وخصوصاً منطقة الخليج، فتجدها تبحث دوماً عن الجودة والغنى والثراء في الرائحة، وتميل أكثر إلى الروائح التي تحتوي على الخشب والعنبر والعود وتلك التي تترك أثراً خلفها أينما كانت. من جهته يرى موظف مبيعات في محلات العربية للعود هشام الأشقر، أنه عادة ما تفضل المواطنات الروائح بدهن العود أما الأجنبيات فهن أكثر ميلاً للعطر الفرنسي الخفيف. ويتابع الأشقر، إلا أن البحث عن العطر الذي يترك أثراً ليس هو دائماً الهدف الرئيس لاختياره، بل إن المرأة تسعى لذلك حفاظاً على أناقتها باختيار عطر يدوم طوال اليوم، وعادة ما تخضع العطور للتطوير نحو الجديد. وينهي الأشقر حديثه «إلا أن دهن العود لا يخضع للتجديد، ولا يمكن الاستغناء عنه، لكن معظم الخليجيات يستخدمنه عادة مع عطر آخر، أما النسبة الكبرى منهن فيبحثن دائماً عن الجديد». فيما يزعم المدير التجاري وعضو مجلس الإدارة لمجموعة شركات عطور إسماعيل الفهيم، أن المرأة تعتبر العطر مكملاً لأنوثتها وليس فقط لأناقتها، لأن الرائحة العذبة من أهم مقومات الجمال لديها، وبالتالي فهي أكثر اهتماماً بتفاصيل اختيار ما يلائمها من العطور. ويتابع الفهيم أن المرأة بحكم طبيعة حياتها ومتطلباتها تحب أن تفرض حضورها الجميل على من حولها، وفي حين كانت تتعطر للمناسبات الخاصة فقط باتت اليوم وبسبب متطلبات عصرنا الحالي تضع العطر بشكل شبه يومي، معتمدة في اختيارها على المكان التي تذهب إليه، سواء أكان للعمل أو المناسبات الاجتماعية المختلفة، أو حتى لمجرد ذهابها إلى التسوق. ويزعم الفهيم أن العطر هو أحد أهم العوامل المؤثرة على اتجاهات الموضة، لا بل يلعب دوراً رئيساً في فهم التوجهات المتبعة، فما يعرف بالعطور الكلاسيكية أتت بإبداعات عطرية حملت ذات المفهوم الكلاسيكي، بينما جاء ما يشار إليه بعصر الحداثة ليحضر معه إبداعات من العطور توافق مفهوم الحداثة وتلائم روح العصر. ويردف الفهيم أن للعطور بحد ذاتها موضة تخصها، فخير دليل على ذلك دخول العود الشرقي الأصيل كأحد أهم المكونات العطرية في صناعة العطور العالمية الغربية، حتى أضحى مقياساً مهماً للذوق الرفيع، ومؤشراً على الحس العالي بالأناقة والفخامة فيما يخص عالم العطور.