تلفزيون الطيبين .. مع التحية

الفن رسالة نبيلة .. لم أعد أثق بهذه المقولة كثيراً، بعد أن أصبح الفن عبارة عن مجموعة من المسلسلات والأفلام التجارية التي تقوم على مبدأ الدعاية والمادة أولاً، فسابقاً كان الفن الذي يتمثل في مسلسل تلفزيوني أو برنامج تثقيفي، يقوم على مبدأ الطرح التعليمي. فلنعد بالزمن قليلاً إلى الوراء، في العام 1979 قامت شركة مؤسسة البدر للإنتاج الفني وبالتعاون مع تلفزيون الكويت بإنشاء أول مسلسل يناقش القضايا الاجتماعية يتكون من جزأين، وهو من الأعمال التي تركت بصمة قوية في أثر المتابعين الخليجيين، ومازال المسلسل يُعرض حتى اليوم على القنوات الخليجية. يناقش المسلسل القضايا الثابتة والتي لا تتغير مع مرور الوقت أو تغير المكان، فهو عمل تربوي كلاسيكي يناقش المشاكل العائلية، سواء في إطار المنزل أو خارجه، كما يناقش قضايا عدة كالسرقة والغش. ومروراً بالمسلسلات التثقيفية آنذاك، نعود بالذاكرة إلى زمن بابا ياسين، وهو من الشخصيات الرئيسة لمسلسل «افتح يا سمسم» الذي كان عبارة عن موسوعة ثقافية، مأخوذة من النسخة الأمريكية لبرنامج شارع سمسم. وإذا ما قارنا ما سبق بأحد المسلسلات التي تعرض اليوم على شاشات التلفاز، فسنجد الفرق الشاسع بينها، فالقضايا التي تطرح الآن ليس بالشرط إيجاد حل لها، مثال على هذا، مسلسل بنات الثانوية الذي يتناول قضايا ومشاكل فتيات دون سن الثامنة عشرة، ومنها قضية سمر التي تقع في غرام صديق أخيها محمد، وتلتقي به خلسة إما خارج المنزل في وقت متأخر من الليل، أو في منزلهم حيث يغافل محمد أخا سمر لكي يلتقيها في جنح الظلام، في إحدى زوايا المنزل، لتنتهي العلاقة بزواج مثالي وناجح ناتج عن حب عذري! ومسلسل آخر يطرح قضية فتاة تكتشف بأنها حامل بطفل غير شرعي من الرجل الذي تحب، وتنتهي القصة بأن تحاول الفتاة أن تتخلص من جنينها، وبمساعدة بعض الأشخاص تنجح في التخلص منه، ثم تعود الأمور إلى نصابها لتعيش الفتاة حياة سعيدة بعدها! - للجادين فقط: هل هذه الرسالة النبيلة التي تريدون إيصالها إلى أبنائنا؟ [email protected]