الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ذكرى الرحيل

مرت بنا هذه الأيام ذكرى رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، الذي يعد من أهم الشخصيات التي أثرت المشاهد الخليجية والعربية والدولية. وفي العلاقات الثنائية بين السعودية وبين الإمارات، طور العاهل الراحل بالشراكة مع القيادة الإماراتية مستوى العلاقات من البعد الأخوي إلى البعد الاستراتيجي الوجودي. وشخصية الملك عبدالله - رحمه الله - أعطت للخليج وللعرب ثقلاً كبيراً، ونعطي هنا أمثلة لأبرز الإنجازات الخارجية التي تبناها: مبادرة السلام العربية، مبادرة الاتحاد الخليجي، دعم البحرين في وجه المطامع الإيرانية، إنقاذ مصر من براثن حكم الإخوان المسلمين، مبادرة حوار الأديان والطوائف، المبادرة الخليجية في اليمن، إخراج النظام البعثي السوري من لبنان وإقرار المحكمة الدولية، تشجيع تمكين المرأة وتجديد الخطاب الديني، وليس آخراً اتخاذ موقف صارم وصريح ضد الإرهاب. وعلى الصعيد الشخصي، شكلت شخصية الملك الراحل جاذبية خاصة في الداخل والخارج لما يتحلى به من الصدق والنقاء والشجاعة، نتذكر فور تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما مقاليد الحكم انحناءته الشهيرة للملك عبدالله، ونتذكر لقاءهما الأخير في واحة روضة خريم حين ظهر الملك بجهاز تنفس صناعي، وضرب بيده على الطاولة «لا نقبل سياسة الخطوط الحمراء». قراءة تجربة ومسيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحاجة إلى كتب لا إلى مقالة، وذكره الطيب إلى يومنا هذا دليل جديد على أن العباد شهود الله في أرضه. لا تنسوه من دعائكم، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. [email protected]