الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الحياة عن بعد

بعد الثورة التقنية التي سيطرت على جميع المصالح الشخصية للبشر وكما استطاع الفرد أن يُدرك بعض أعماله دون الحاجة لحضوره إلى مكان العمل، وتمكنت التقنية من اختصار المسافات الطويلة وسافرت التكنولوجيا بمستخدميها حول العالم وهم في منازلهم، وكما أدرك البعض أعمالهم البعيدة وهم في مكاتبهم. فعلى سبيل المثال العمل عن بعد، والمعروف بـ (Working From Home) وهو عبارة عن أعمال عدة يتم الاتفاق بين طرفين سواء عمل جزئي أو عمل لفترة طويلة ويتم تحديد الأجر بمرتب أو بنسبة معينة ويتفق على ذلك أطراف العمل ولا يشترط الحضور في مكان محدد. ومن أشهر مجالات العمل عن البعد حالياً، الصحافة والكتابة وبرمجة الحاسب وتقنية المعلومات والتصميم وأعمال الغرافيك والاستشارات عن بعد. لا سيما أن الشبكة العنكبوتية هي الأساس لسوق العمل عن بعد، وقد أضافت أبعاداً ومزايا كثيرة لفكرة العمل عن بعد عما كانت عليه في السابق. وعلى الرغم من سهولة هذه الأعمال المصاحبة للرفاهية إلا أنها حازت على بعض المميزات مثل إلغاء حاجز الزمان والمكان، فيمكن لطرفين أن يتواصلا دون التحرك من المكان ودون التقيد بالزمان، وكذلك هناك حرية في الاختيار وعدم التقيد بطرف واحد، فالعمل التقليدي يتقيد فيه الموظف بشركة معينة ويلتزم صاحب العمل بموظفين معينين. ولعل من سلبيات العمل عن بعد فقدان بعض مميزات الوظيفة الدائمة مثل التأمينات والمعاشات وعدم الضمان الوظيفي. إضافة إلى ما سبق هناك الدراسة عن بعد، بفضل الله قامت بعض الجامعات بفتح أبواب الدراسة عن بعد وكانت البداية لدينا في العام 2004 تقريباً فتمكن الجميع من المواصلة في طلب العلم والاستفادة من العولمة الجديدة التي أتاحت لمستخدم التقنية باباً للتعليم، وهناك خيارات بأن تكون الدراسة محلية أو دولية وتمتاز أيضاً بالاعتماد المحلي والدولي، لاسيما أنها اختصرت على الطالب الحضور وتكاليف البعثة والبعد عن الوطن، وكذالك الرسوم الدراسية المميزة التي لا تتجاوز 800 دولار للفصل في بعض الجامعات، حيث إنها دمجت المصلحة العامة ونشر الثقافة والعلم. على الرغم من كل هذه التسهيلات والرسوم الرمزية المناسبة، يتوجب علينا معرفة الوسيط بين الطرفين وما نوع العلم الذي يقوم بنقل الحركة والصورة للأماكن البعيدة؟ ما هو الاتصال وكيفيته؟ الاتصال عن بعد (telecommunication) هو عملية يتم بوساطتها نقل المعلومات سواء كانت نصية أو صوتية أو مرئية وقد تكون نقلاً حياً مباشراً أو مسجلة، فوسيلة الاتصال هي خطوط الاتصال السلكية أو اللاسلكية أو الضوئية. ويعرف نظام الاتصال في معناه الشامل بأنه مجموعة العناصر والعمليات الضرورية لتحقيق تبادل المعلومات بين المرسل والمستقبل،. وهو في معناه الخاص أكثر شيوعاً، وكانت البداية بعد اختراع غراهام بل G. Bell الهاتف عام 1876 البداية الفعلية لعصر الاتصال عن بعد، وقد أحدث هذا الاختراع تغييراً كبيراً في حياة الناس وعاداتهم وانتشر استخدامه بسرعة في جميع الدول الصناعية، وبعد عشرين عاماً من هذا الاختراع قام ماركوني بتجربة للاتصال اللاسلكي مستفيداً من انتشار الموجات الكهرومغنطيسية في الهواء المحيط بالكرة الأرضية.