الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

على مائدة رمضان

سفرة الإفطار الرمضانية برغم كونها عامرة – في أغلب البيوت - بما لذ وطاب من المأكولات الشهية والحلويات اللذيذة، لكنها في الواقع لا تجد من يلتهمها .. والأكل المطبوخ طوال النهار والمتعوب عليه أيضاً في التحضير غالباً ما يجد له مكاناً رحباً في صناديق النفايات، فما السبب يا ترى؟ هل يمكن أن تكون شهيتنا للأكل أضعف وأقل بكثير مما كان عليه الحال أيام زمان؟ فالذي يشاع عن «الأولين»، أي الذين عاشوا في فترة الستينات والسبعينات أنهم يأكلون إلى حد الامتلاء، ولا عجب في ذلك .. إذ كانوا في ذلك الوقت يبذلون مجهودات بدنية شاقة طوال اليوم، سعياً لكسب قوت يومهم .. وبالتالي لم يكن عندهم خوف من أمراض العصر التي تسببها قلة الحركة. أيضاً همومنا ومشاكلنا الخاصة هي أحد الأسباب التي أضعفت شهيتنا للأكل، فاليوم إذا أراد أحدنا الاعتذار عن تناول الأكل، فإنه يعبر عن ذلك بمقولة «ما لي نفس» أو «ما لي مزاج للأكل»، كإشارة إلى أن الإقبال على الأكل عند البعض؛ يحتاج إلى مزاج عالٍ ونفسية مرتاحة. إن أحد أسباب امتلاء السفرة الرمضانية بمختلف أنواع الأطايب من دون وجود من يلتهمها هو في الواقع انقطاع الزيارات بين الناس، فقديماً كان الناس يستأنسون ببعضهم من خلال تبادل الزيارات المنزلية، حيث الأحاديث الشيقة، والحكايا الطريفة التي كانت تروى أثناء زياراتهم، واليوم شح الوصال بين الناس، وأصبحت معظم البيوت هذه الأيام تفتقد لزيارات الأحباب والمقربين الذين كانوا يدخلون البهجة والأنس بحضورهم. وبالطبع لن نستثني مواقع التواصل الاجتماعي من مسألة ضعف إقبالنا على تناول السفرة الرمضانية المنزلية، حيث إن مواقع التواصل جعلتنا أكثر انغلاقاً على أنفسنا، وأصبح التواصل الصامت مع الآخرين من خلف أجهزة الكمبيوتر، هو أسلوب حياة يفضله مدمنو هذه المواقع. لكننا في المقابل؛ لا بد أن نعترف بأن رمضان هذا العام تزامن حلوله مع فصل الصيف، وبالتالي فإن الفترة من الإفطار إلى السحور لا تزيد على 10 ساعات، وهي فترة لا تكفي بالطبع لتناول كل ما تم إعداده خلال النهار. [email protected]