الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

محدودو الدخل في لبنان تحت وطأة ارتفاع الأسعار

دخل اللبنانيون شهر رمضان حاملين معهم أعباءهم الاقتصادية التي زادت مع حلول الشهر الفضيل الذي ترتفع خلاله الأسعار لتحرم جزءاً كبيراً من المسلمين اللبنانيين من ذوي الدخل المحدود، ومنهم من هم تحت خط الفقر من تأمين المتطلبات الأساسية التي تلزم الصائمين في هذا الشهر. تتنقل أم عمر في العقد الرابع من العمر من متجر لآخر في حيرة من أمرها سعياً وراء السلع والمواد الغذائية الأقل كلفة، لعدم قدرتها على توفير الحاجيات الرمضانية، والتي رددت وبعيون مثقلة بالهموم «في شهر الخير والبركة ليتني أستطيع تلبية أقل ما يتطلبه هذا الشهر من حاجيات كي لا أحرم أبنائي الأربعة من أفضل موائد الصوم التي كنت أحضرها لهم في الأعوام السابقة». وعبر أبو محمد، وهو في العقد السادس من العمر عن فرحته بدخول شهر الرحمة على الرغم من الغصة واللوعة جراء افتقاده لوجود أبنائه الثلاثة المغتربين في دول الخليج، الذين آثروا البقاء هناك تخوفاً من الوضع الأمني في لبنان، وخشية على تعثر أرزاقهم في تلك الدول، وصعوبة إيجاد فرص وظيفية في بلدهم في ظل ظروف لبنان الحالية. وأجمع عدد كبير من أصحاب المحال التجارية والمطاعم في العاصمة بيروت الشعبية منها والفاخرة ممن التقيناهم على أن حركة الأسواق في بداية شهر رمضان لهذا العام تختلف كلياً، وتكاد تكون معدومة مقارنة مع العام الماضي، مرجحين أن أسباب ضعف الإقبال يعود إلى ترهل الوضع الأمني، وتخوف الأغلبية من المغتربين من قضاء هذا الشهر في بلدهم، إلى جانب انعدام الوافدين من دول الخليج، حيث يؤمن مجيئهم إلى لبنان الرافد الاقتصادي الأكبر، وينشط الحركة التجارية في لبنان. وأفاد رئيس جمعية تجار الشمال أسعد الحريري بأن الحركة التجارية في أسواق طرابلس  في شهر رمضان الكريم لهذا العام تشهد جموداً في ظل تخوف أبناء المدينة وروادها من الوضع الأمني. وأوضح الحريري أن طرابلس بحاجة إلى عامل استقرار من أجل أعادة الحركة الاقتصادية، مناشداً الجميع ولا سيما أبناء المدينة العمل من أجل مدينتهم، وتلافي الولاء لهذا الزعيم السياسي أو ذاك، وتحويل ولائهم لمدينتهم دون سواها التي تكاد تكون شبه خالية من أهلها في مدينة تعتبر من أقدم المدن اللبنانية، والتي مرت عليها حضارات مختلفة عبر التاريخ. وتحدث فوزي الفري، من فعاليات المجتمع المدني بطرابلس، عن الحالة التي تشهدها طرابلس، ونزوح الأهالي، محذراً من إخلاء المدينة من سكانها، ولا سيما في الأعياد والمناسبات، مناشداً إياهم قضاء شهر رمضان في مدينتهم، مطالباً إياهم بدعمها بكل الوسائل لإعادة الحياة إليها. وأكد ضرورة تكثيف عمل مؤسسات المجتمع المدني لدفع أهل طرابلس لتحريك العجلة الاقتصادية. ويبقى السؤال هل سيحمل شهر رمضان الكريم وقدوم عيد الفطر للبنان واللبنانيين معجزة تنقذ البلد من واقع أمني ومعيشي صعب هجر عقولها وأدمغتها إلى الخارج وأحبط مستثمريها في الداخل؟