الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

دورات رمضان .. لقطات خالدة

في أواخر الستينات انطلقت دورات كرة القدم الرمضانية، وأشهرها تلك التي كانت تقام بمشاركة أندية الشارقة ودبي وعجمان تحديداً، بالإضافة لبعض الفرق الإنجليزية. لم تكن هذه الدورات عشوائية التنظيم كما يظن الكثيرون، بل كانت دورات منظمة خاصة في سنواتها الأخيرة، حيث أشرفت اللجان واتحادات الكرة الفرعية والاتحاد العام لكرة القدم على تنظيمها إلى منتصف السبعينات تقريباً، فهي إذاً بطولات رسمية الطابع، وكانت تتميز بقوة المنافسة نتيجة مشاركة الأندية بفرقها ونجومها الأساسيين، وفي العموم فهي لا تختلف نهائياً عن أي بطولة رسمية من البطولات التي نشهدها في عصر الاحتراف الذي نعيشه الآن. بالعادة، وبعد الانتهاء من الإفطار والصلاة، لا مكان للتوجه إليه، وخاصة بالنسبة لمتابعي كرة القدم سوى الملاعب التي تحتضن مباريات البطولة، لا سيما في الأيام التي يلتقي فيها الكبار من الفرق، حيث الأجواء العامرة بالإثارة والحماسة والحضور الجماهيري غير المألوف .. والصراحة لا تغيب عن بالي لقطة الجمهور الكبير الذي يملأ جنبات الملعب من كل اتجاه، البعض منهم يعتلي الهضاب الرملية التي تحيط بالاستاد الكبير، والباقون إما وقوفاً وإما جلوساً يفترشون الرمل أو سجادة صغيرة وقليل منهم من يجلس على كرسي موجود أو يكون قد جاء به من بيته ليرتاح عليه! .. يأتون من كل مكان ومن كل إمارة، يقطعون الدروب الطويلة ليستمتعوا بمشاهدة المباريات ومتابعة النجوم الكبار حتى إن بعضهم كان يأتي من الدول المجاورة خصوصاً لمشاهدة مباريات القمة .. لكن وبكل أمانة كان عدد هؤلاء الحضور في بعض المباريات يفوق عددهم هذه الأيام بمراحل. نعم هي ملاعب رملية .. ما إن تهب الريح حتى يتطاير غبار الملعب في كل اتجاه، وتضيع معالمه وخطوطه المرسومة بالجير الأبيض، لكن كل هذا لا يخمد حماسة اللاعبين، ولا يمنع الجماهير من استمرار رفع الأعلام ودق الطبول ومواصلة التشجيع الجنوني .. ومن بين أصوات هؤلاء المهووسين بالتشجيع، ينطلق صوت المعلق من خلال المايكروفون اليدوي والسماعات المعلقة هنا وهناك حول الملعب.. «الكورة مع حمدون ويلعبها لأحمد عيسى لكن رجب ياخدها ويديها لبوشنين .. » الخ، ويستمر المعلق ينقل الأحداث اللقطة بعد الأخرى. تخيل عزيزي القارئ أنك تشاهد المباراة من الملعب في الوقت نفسه الذي تستمتع فيه بصوت المعلق وهو يقدم لك وصفاً تفصيلياً للمباراة التي تجري أحداثها أمام عينيك .. وعلى الهواء مباشرة ..! فأي لقطة تلك..! وأي زمن جميل ذاك الذي مر علينا ؟! عزيزي القارئ: أرجوك .. أغمض عينيك الآن وعش بين هذه اللقطات ثم قارنها بما نعيشه اليوم لتعرف كيف كنا وكيف صرنا بخير ونعمة ولله الحمد والشكر. [email protected]