الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

القدوة الحسنة

زَرْعُ القدوة من أهم وأبرز شروط التربية السليمة، والأجيال التي تفتقد القدوة، إما ضائعة تائهة تبحث عن دربها، أو هي في جهد وسعي وتجريب وفشل لتصل إلى الصواب. فوجود القدوة في حياة الفرد في بداياته، لا سيما في المرحلة التي تتشكل فيها شخصيته، توفر الكثير من الوقت والجهد على المربين وعلى الأبناء، فوجود القدوة الحسنة يسهم في إنتاج أفراد يتسمون بالسلوكيات والصفات الطيبة والسليمة والتي تقودهم لطريق النجاح. ولكن إن لم نجتهد في طرح الأمثلة والنماذج أمام اليافع، فقد يتخذ له قدوة من أشخاص يرى من منظوره أنهم ناجحون، بينما هم في نظر الحكيم غير ذلك، لهذا السبب وَجبَ على المؤسسات الراعية لليافعين من أسرة ومدرسة وغيرهما، أن يقدموا لهم نماذج جيدة سوية وناجحة بالمفاهيم الحقيقية والأخلاقية للنجاح، نماذج لشخصيات طموحة بما يخدم مصلحتها ومصلحة المجتمع، خلوقة بما يجعلها تستحق أن تكون قدوة نطمئن لاقتداء أبنائنا بها. ومن الأهمية بمكان ألا تكون جميع الشخصيات المطروحة كقدوة لأبنائنا، شخصيات من التاريخ، لأن ظَرْفَها وزمانَها ومجتمعها ومفاهيمه تختلف كثيراً عن ظرفنا الحالي، لذلك من الذكاء طرح نماذج للنجاح متعلقة بعصرنا ويمكن للأطفال والشباب متابعة أخبار هذه الشخصية وتَلَمُّس إيجابياتها ومنجزاتها، لذلك أدهشتنا المبادرة. إن مبادرة وزارة التربية والتعليم في إدراج كتاب «ومضات من فكر الشيخ محمد بن راشد» في منهاج الصف الثامن، لهي خطوة ذكية ومدروسة، وسيكون لها بالغ الأثر بعد سنواتٍ قليلة لا تتجاوز الخمس سنوات، فسوف يؤدي ذلك بالضرورة للأخذ بأيدي أبنائنا لأحدث الطرق المواكِبة للعصر، والتي تسهم في وضع أقدامهم على عتبات الطريق الذي يؤدي بهم لتحقيق أعلى مستويات النجاح، فالنماذج التاريخية مهمة وتمثل قدوة للأبناء، إلا أن وجود شخصيات حققت النجاحات والمنجزات التي يرونها على أرض الواقع، وذلك من خلال التفاعل مع معطيات العصر من تقنيات حديثة ومفاهيم متطورة، يجعل الفتية أقدر على الاقتداء بها لقربها من مفاهيمهم وأساليب عصرهم ومن الحداثة التي تحيط بهم، لا سيما أنهم في دولة الإمارات التي تسابق العالم بالتقدم والتطور واتباع أحدث الأساليب في كل مناحي العمل والحياة. نحن نثق بنتائج هذه المبادرة في إدراج كتاب «ومضات» ضمن المنهاج لطلبتنا، لأننا أمام كتاب يحتوي على خلاصة تجربة كبيرة، وعلى حكم ونصائح وأساليب وآلية عمل وصل صاحبها من خلال تنفيذها للدفع ببلده نحو الأعلى لتنافس كبريات دول العالم، فهو دوماً يرمي للوصول للمركز الأول، وللدرجة الأولى، وللمستوى الأكثر تقدماً. ولأن الفتيان يقتدون بالمثل الأعلى ويحذون حذوه، وينتهجون منهاجه، فإن حالهم ومستقبلهم سيكون على نهج قدوتهم، نَفَّعَنا الله بهم ونَفَّعَ بهم الوطن. [email protected]