الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

علاقة تكاملية

شرع الإسلام العلاقة بين الرجل والمرأة كي تكون بأرقى صورها وأجمل صفاتها ونمطية سلوكياتها، والمجتمع الذكوري بالإجماع لا ينكر دور المرأة ومساهمتها في بناء وتنمية المجتمع، وحين تختار المرأة رجلاً ليدخل مملكتها بحكم أنها ملكة، يصبح هو ملكاً يتربع على عرش حياتها، وتنصبه هي بإرادتها على عرش قلبها. فيكون هذا الرجل يستحق ذلك من وجهة نظرها لجدارته ولقناعتها به دون الرجال الآخرين الذين عبروا في حياتها، ولا بد أن له مواصفات محددة ومقاييس لديها وضعتها كي تطابق مواصفاته أحلامها، في سلوكه وحديثه وتعامله الإنساني معها. فإذا حرص الرجل على مراعاة مشاعرها، واحترمها وأشاد بإنجازها وكان وفياً يحبها ومخلصاً، دون المس بمشاعرها أو كبح جموح طموحها، فإنها ستحبه وتخلص له وتبادله المشاعر، حتى وإن كان فيه ما يزعجها منه فتتجاوز عنه، فدور الرجل هنا أن يكون ذكياً بالتعامل مع هذا المخلوق البشري نصفه الثاني دون استهوان به، وأن يبدي رأيه باحترام دون تجريح، إن لم يعجبه شيء بدر منها، وأن يحرص على تعظيم منجزها بالمديح والثناء فهو بلا شك سوف يكسبها بعيداً عن الأنانية والتجاهل والتقليل من شأنها، وهذا ما يميزه عن غيره لتقديره للمرأة ولمساعدتها في تحقيق نجاحات مستمرة. وصف الله سبحانه العلاقة بين الرجل والمرأة بالمودة والرحمة، وما أروعه من سكن ورحمة بحياة مستقرة آمنة بعيداً عن العنف والنزاعات بين الزوجين، حياة سعيدة من غير مشاكل وتناقضات تؤدي للوصول إلى طرق مسدودة. على الرجل رب الأسرة المسؤول أن يتفادى مخاطر انهيار هذا الكيان المجتمعي المهم، إثبات الذات واستنزاف طاقاتها، أذكر أني قرأت وصايا لأم أعرابية لابنتها المقدمة على الزواج ليلة زفافها توصي بزوجها قائلة «كوني له أمة يكن لك عبداً» وهي لم تقصد الإذلال لابنتها بل قصدت الطاعة والحب والعطاء المتبادل كي تصبح الحياة جميلة بعلاقة تكاملية بينهما قائمة على الاحترام المتبادل والبذل والعطاء للحفاظ على كيان الأسرة ثم صلاح المجتمع.