الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تسابق مع ذاتك

نعم، إذا كانت أحلامك ترنو إلى الأفق وخيالاتك تطاول عنان السماء، فحلق على أجنحة التطوير، وارتق سلم التميز، واصنع الفارق بنفسك، وإن كنت ممن لا يرضى أن يكون اليوم عنده كالأمس، فبادر وهيئ لنفسك حلبة السباق مع الذات، اجعل من وجودك في الحياة متعة تجيد فيها فن اللعب والتنافس مع ذاتك، تخيل الحياة وكأنها حلبة أنت فيها اللاعب، خصمك الذات ووقتك الزمن. أعلن جاهزيتك وتأكد من الاستعداد وابذل كامل الجهد، ومارس الاحتراف أمام نفسك لتظفر بالفوز والنجاح. ضع لنفسك أهدافاً صغيرة تنجزها خلال يوم واحد كقراءة كتاب، أو حفظ سورة، أو الانتهاء من أمر تراكمت عليه مخلفات التسويف. إنجازك لهذه الأهداف الصغيرة يعطيك جرعة نشاط، ويزودك بالطاقة التي تعدك لبلوغ ما هو أكبر وأعظم، فابتعد بنفسك عن مراقبة الناس، ولا تكن ضمن الغالبية العظمى الذين تتبلور محاور اهتمامهم في مراقبة من يحيط بهم، فهم متابعون لهم، لأقوالهم وأفعالهم وحركاتهم، منشغلون بمن حولهم إما سلباً أو إيجاباً، وهذا الانشغال يحشرهم في زاوية مهملة، ويحصرهم في نطاق ضيق من التفاعل والتأثير في لعبة الحياة، ولا يتعدى دورهم ووجودهم إلا أن يكونوا أتباعاً لهم، أو مقلدين لفكرهم وإنجازهم دون إبداع أو تميز، أو حاسدين إياهم على ما وصلوا إليه من نجاح وتسيد بالريادة. فإن آثرت أن تكون ضمن هذه الفئة فلن يتحرك بك ساكن، وستمر عليك الشهور والسنون تلو السنين، وليس لك من محياك غير المأكل والمشرب، وذلك الخط الذي رسمت عليه مسار حياتك، فلا تحيد عنه أبداً. فلن تكون لحياتك قيمة أو معنى لأنك قصرت جلوسك على حافة طريق الحياة تحدق في المارين عليه ممن يجتازونه بكفاحهم، أو الذين يتعثرون عليه بعثرات التثبيط والإحباط، أو الذين لا يكملون المسير ممن يتكئون على زاوية الخذلان ويستظلون بمظلة التكاسل، أو من أولئك الذين يسقطون في حفر الدسائس والمكائد. في حين أنك لو انشغلت بنفسك ورسمت لها أهدافاً وأحطتها بهالة من الإيجابية وطاقة من التحفيز والحماس الداخلي الذي يدفعك للمضي قدماً، فإنك ستمخر عباب الحياة بمركب العمل وأشرعة التفاؤل والأمل، لترسو على شاطئ الإنجاز، وتكون من السباقين الأُول. [email protected]