الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

البنية التحتية

تتعدد أسباب الفرح لدينا .. ولكن لفرحة هطول الأمطار طبيعة خاصة في قلب الإنسان، شعور بالارتياح مع نسمات الهواء النقي المصاحبة للمطر ومنظر قطرات الأمطار حين تتساقط .. ما يجعل العيون ترفرف والصدور تنشرح .. بهجة وفرحة ارتسمتا على وجوه أهالي الإمارات الشرقية قبل أيام مع بعض المناطق في أنحاء الدولة .. غيث منزل من رب العباد .. نحمد الله ونشكره ونسأله أن ينزل علينا الغيث أعواماً عديدة وأزمنة مديدة .. ويبارك لنا في دولتنا الغالية. ينتهي سقوط المطر وتجف السحب .. ويبدأ الناس بالخروج من منازلهم إما لقضاء حاجتهم التي استوقفوها وقت هطول الأمطار، أو للتمتع بالوادي الذي ملأه المطر بمياهه .. أو لرؤية الأماكن السياحية الخلابة التي زينها المطر بسقوطه. ويصدم الناس بواقع تعانيه بعض المناطق الشرقية إذا لم يكن معظمها .. وهي أن المياه باقية في الشوارع بملء الوادي بالضبط إذا لم يكن أكثر .. أي أن الناس لم يفرقوا بين الوادي وبين الشارع العام المفترض سير المركبات فيه. لا أبالغ في قولي إنه خلال سيري بسيارتي ذات الدفع الرباعي رأيت أكثر من سيارة واقفة تشكو دخول المياه لأجهزتها الداخلية .. فأين حسن التخطيط؟ وأين البنية التحتية؟ فرحة سقوط الأمطار أفسدها خلل في التخطيط في بعض المواقع .. إذاً لا بد من وضع حل لهذه المشكلة الكبيرة التي تعاني منها المناطق الشرقية من فترة طويلة ولازلت بنفس درجة المعاناة. مواسم الأمطار في دولتنا ليست طويلة الأمد .. فلماذا لا نكمل فرحتنا بحسن التخطيط وعمل ما هو لازم لتفادي هذه المشكلة؟ في اعتقادي لن تكون الحلول صعبة، ولا تحتاج إلى فترات طويلة لإنجازها .. أتمنى أن تأخذ الجهات المسؤولة تلك الأحداث التي حصلت بعين الاعتبار .. وتنطلق منها لتضع حلاً جذرياً. من جانب آخر .. مما يجدر الإشارة إليه أن بعض الشباب تدفعهم الفرحة إلى تصرفات قد تهوي بهم إلى مصائب لا تحمد عقباها .. فلكي تعبر عن فرحتك بهذه النعمة لا داعي إلى أن تقلب الشارع إلى حلبة (استعراض) لسيارتك .. ولا داعي لأن تجرب سرعة سيارتك في الأجواء الممطرة .. نحرص على أن يكون الاحتفال والفرحة بأسلوب يحافظ على الأمن والسلامة. حفظ ربي هذه البلاد الغالية .. وأدام عليها الخيرات والنعم وبارك الله في قيادتها وأبنائها.