الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الأسطورة

أين سينتهي طموح هذا اللاعب الأسطورة، الذي امتلك معظم ما يتمناه أي لاعب في العالم من شهرة ومال ونجومية وتميز، إنه العجيب كريستيانو رونالدو البرتغالي لاعب ونجم الفريق الملكي الإسباني، رغم أنني لا أحبه لغروره لكنه على الأقل يمتلك مبرراً لأن يختال بنفسه نظير ما يقدمه من فنون ومهارة جعلت منه المقصد الأول لشركات الإعلانات التي تبحث عن تسويق منتجاتها باسمه تارة وبوسامته تارة أخرى. حينما أتحدث عن (الدون) رونالدو أتحدث عن ملايين من الدولارات تظهر في كشف حسابه البنكي، وأتحدث عن عقود ضخمة (مليونية) مع شركات الدعاية والإعلان، وأتحدث عن ملايين من المعجبين والمعجبات حول الكرة الأرضية، ومع ذلك ما زال يشعر بأنه مُطالب بالمزيد لوطنه عبر المنتخب ولناديه عبر ريال مدريد ولمعجبيه عبر مستواه المتميز الذي يظهر في كل دقائق المباراة، وليس هذا فحسب، بل أزعم أن البرتغالي يعتقد أنه ما زال في بدايته، وعليه بذل جهداً مضاعفاً لتحقيق أهدافه وزعمي هذا نابع مما أشاهده من حرص وتفانٍ يظهر جلياً في داخل الملعب حتى في الوقت بدل الضائع. ما شدني له هو أنه رجل يعشق التحدي، ولعل مباراة منتخبه أمس الأول أمام السويد خير شاهد على ذلك، حيث إنه تحدى نفسه وتحدى إبراهيموفيتش ولسان حاله في الملعب يقول إن كل ما قدمه جزء من رد بليغ على (الثرثار) في الآونة الأخيرة بلاتر رئيس الفيفا، وما هذا التحدي إلا دليلاً على أن المال والشهرة في كرة القدم ليسا كل شيء. ألم يسأل لاعبونا أنفسهم لماذا يفعل رونالدو مايفعله؟ وهو الذي حقق المجد من أطرافه، باعتباره أغلى لاعبي العالم وتحقيقه شهرة واسعة في كل أرجاء المعمورة، ألا يشعرون بالغيرة منه، وهو يسحب البساط منهم في جلب جماهير أكبر كانت في السابق من جماهيرهم ومعجبيهم، هل يخجلون من أنفسهم حينما يعلمون كيف يتدرب بمفرده قبل تمارين فريقه الجماعية وبعدها، لا أتوقع ذلك، فالواحد منهم يعتقد أنه (عنتر) زمانه وأنه قد حقق ما لم يستطع غيره تحقيقه، وإن أردتم معرفة ذلك فاستمعوا إلى تصريحاتهم جيداً وستعرفون مقصدي.