الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الكتابة بين تويتر والصحافة

كل عمل سواء كان تصرفاً أو سلوكاً أو فناً عندما يُقرن بالسوء فإنه لا يلبث أن يسقط .. وربما يزول مهما كثر المطبلون له والراقصون حول طاولته! وبما أن مجالي الكتابة سأحصر الحديث حولها لأنه يسوؤني الحديث عن شيء لا أفقه فيه! وإن تعالت أصوات العابثين حولي بكل مجال وطرقوا أبوابه بعنف ودون مسؤولية من الكتابة. الكتابة يا كرام رسالة تنبعث من أعماق الكاتب وتهطل على أرض واقعه بغزارة فقد تروي العطش، وتُنبت الزهر، وتنشر الخير .. وقد تُغرق كل شيء بسيلها الجارف وتُهلك البشر، وعقولهم وتجرفهم لقاع بائس. ما دعاني للحديث عن تلك الغيمة هو الزخم الهائل من الكتاب، وفنونهم التي يطرقونها بدراية وغير ترو! فالصحف تعج بالكتاب وتويتر أخرج لنا الكثير من الكُتاب الحقيقيين الذين لم تسعد بحروفهم صُحفنا ولم تكتس حللاً بدرر أقلامهم، لكن بالمقابل تويتر أخرج لنا ثقافة سطحية لكُتاب يمتلكون لغة جميلة ومفردة قوية لكن للأسف وجهوها نحو البؤس من الكلام والرديء من الاهتمام وحصروا حروفهم في إيحاءات سيئة بحجة الحضارة والانفتاح والثقافة التي يجب ألا يخجل منها أحد! ليس الكل يُدرك الآن من أين يستقي ثقافته الصحيحة عن جميع تلك الأمور التي يتناولونها بابتذال وجرأة .. ويتفاخرون بها متناسين أنهم محاسبون على كل حرف يخطونه وفكر ينشرونه وغريزة يُثيرونها وعقول يحشونها بحصر الاهتمام في هذا المجال من الحياة فقط .. مُحبطين همم الشباب ومضيعين طاقاتهم في البحث عن الشهوات والانجراف في تيارات الانحراف وربما الشذوذ أيضاً! حقيقة لا أبالغ .. وما ذكرته هو من صميم الواقع الذي نتغافل عنه. أخيراً .. نحتاج لوقفة في وجه تلك العواصف التي تجرف أجيالنا لمنعطفات قد تُنهي حياتهم! فالحياة بلا أخلاق وبلا سمو هي موت على قيد الحياة.