السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«قصة وطن» يقلب صفحات تاريخ الفجيرة

 حسن العربي - أبوظبي تبدأ إذاعة «أبوظبي FM» من اليوم مناشطها واحتفالاتها بالعيد الوطني الثاني والأربعين، إذ تنطلق اليوم بإذاعة أولى حلقات البرنامج الإذاعي المسجل «قصة وطن». ويتناول البرنامج على مدى سبع حلقات من اليوم حتى الثاني من ديسمبر المقبل، موضحة المفاهيم والحقائق الغائبة بأن عمر الإمارات ممتد منذ آلاف السنين. وتتحدث كل حلقة عن إمارة معينة من الإمارات السبع، لتبين للمستمعين توالي الحكام على الإمارة والعملة القديمة بها، وأبرز معالمها التاريخية. وتستضيف الحلقات شخصيات مثقفة من الدارسين والباحثين في التراث في كل إمارة على حدة، وتتراوح مدة الحلقة من 20 إلى 30 دقيقة، تذاع ثلاث مرات في اليوم، الأولى عند الثامنة صباحاً، والثانية عند الثانية ظهراً، والثالثة عن العاشرة مساءً. وتذاع حلقة خاصة عن إمارة الفجيرة عند الثامنة من صباح اليوم، وتبدأ الحلقات بكلمة ثابتة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة، يوضح سموه فيها أن عمر الإمارات ممتد منذ مئات السنين. وتتضمن حلقة اليوم التركيز على أن إمارة الفجيرة كانت الموطن الأصلي للمهاجرين من جنوب شرقي الجزيرة العربية إلى ساحل الشام، والذين عرفوا في التاريخ باسم الفينيقيين المعروفين بعمالقة البحار لبراعتهم في ارتيادها، ومن ذلك أطلق عليها بعضُ المؤرخين «أرضَ عمالقة البحار». وتشير الحلقة إلى أن تاريخ الفجيرة يرجع إلى عصر ما قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، إذ بينت الحفريات الأثرية في الفجيرة أن الإنسان استوطن هذه المنطقة منذ العصور الحديدية. وتستضيف الحلقة رئيس مجلس إدارة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار د. أحمد خليفة الشامسي، ليوضح أن الإمارة تتكون في مجملها من السلاسل الجبلية والهضاب والسهول والواحات وبعض المناطق الصحراوية. كما تتميز الفجيرة بمناخها شبه القاري، وبطبيعة خاصة وبتضاريسها الطبيعية الخلابة وبأفلاجها وعيونها، متطرقاً إلى مدن الإمارة ومواقعها ومساحاتها وما يميز كل منها. ويسلط الشامسي الضوء على مدفن أثري في منطقة «قدفع» يرجع تاريخه إلى 500 سنة قبل الميلاد، والذي عثر فيه على كثير من الأسلحة المصنوعة من البرونز والأواني الخزفية والجواهر، وهي معروضة في متحف الفجيرة الوطني. أما البدية، وهي من أقدم قرى الفجيرة وهي منطقة خضراء بين الجبال والبحر، فتضم مسجداً يعد من أقدم المساجد في الإمارات العربية المتحدة، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس عشر، وهناك من المؤرخين من أعاد تاريخ بنائه إلى عهد الصحابة، ويعرف باسم مسجد عثمان. ويشير إلى أن الفجيرة تحتضن الكثير من القلاع والحصون القديمة التي وقفت سداً منيعاً في وجه الأعداء والأطماع الخارجية، منها قلعة الفجيرة وقلعة البثنة، وحصن ومربعة الحيل وقلعة دبا الفجيرة. وكذلك قلعة الفجيرة التي تعد من المواقع السياحية المهمة، لأنها تروي قصة تاريخ المدينة، ومتوسطة قرية الفجيرة الأثرية القديمة، ويعود تاريخ بنائها بأحجار الغرانيت والبازلت إلى عام 1500م. وعلى مقربة من وادي حام ومزارع النخيل تربض قلعة «البثنة» في قرية تحمل اسمها، وتحيط بها المزارع وعيون الماء وغيرها من التضاريس الطبيعية، وهذه القلعة مازالت شاهدة على تاريخ المنطقة منذ أكثر من 350 عاماً. وتعد قلعة البثنة حالياً من أهم المناطق وأكثرها ثراء بالمكتشفات الأثرية التي تروي بصدق حكاية إنسان هذه الأرض وتاريخها وحضارتها. وتضم بلدة البثنة إلى جانب هذه القلعة الإسلامية، معبداً أثرياً يرجع تاريخه إلى الألفية الثانية قبل الميلاد. وتتناول الحلقة أيضاً النهضة الحالية التي تعيشها الإمارة في كل المجالات مثل العمران والصحة والتعليم، إضافة إلى احتلال الإمارة مكانة متميزة على خريطة السياحة العالمية بعد نجاحها في جذب الاستثمارات والشركات السياحية العالمية، لاستغلال المقومات الطبيعية المتنوعة التي تزخر بها، وتحقيقها نمواً اقتصادياً واجتماعياً متسارعاً. جدير بالذكر أن حلقة اليوم من إعداد هشام حمزة، وتقديم محمد الشيخ وعبير ثاني وعلى النعماني، وحوار فاطمة الشامسي، وإخراج خالد الشامسي، وتحت إشراف أحمد صالح.