الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

وسقط الكلاسيكو الكبير

انتهت مباراة القمة المرتقبة والكلاسيكو الكبير بين الفرسان والزعيم أمس الأول بفوز باهت للأهلي، وبهدف مشكوك في صحته، لكن المحصلة الأخيرة والمعتمدة هي إنجاز غير مسبوق للشياطين بتحقيقهم الفوز السابع على التوالي، والذي قادهم إلى الانفراد بصدارة دوري الخليج العربي وبالعلامة الكاملة، وبلا منافس حقيقي، وبفارق مريح من النقاط عن أقرب منافسيهم، وهو فريق الشباب، فيما أصبح موقف العين بهذه الخسارة في غاية الصعوبة من مسألة الحفاظ على لقبه الذي يحمله من الموسم الماضي. أما عن المباراة والتي انتظرتها جماهير الإمارات كافة منذ فترة طويلة، والتي كانت قد اشتعلت إعلامياً قبل أن تبدأ بأسابيع، فقد جاءت ميدانياً أقل من المتوقع بكثير، حيث إن أشد المتشائمين لم يكن يخطر على باله ما شاهده على أرض الواقع من أداء لا يرقى إلى مكانة الفريقين، ولا نجومهما الكبار. مباراة بلا إثارة ولا ندية ولا لمحات فنية، ولا حتى تكتيك واضح من الجانبين، خالية من كل شيء جميل، بل إن كل ما نتذكره منها هو خروج بعض اللاعبين المتكرر عن الروح الرياضية، وتعمد إلحاق الأذى بالمنافس وكثرة الإصابات، وخروج كبار اللاعبين عن تركيزهم في اللعب، وكثرة تهجم البعض واحتجاجهم على الحكم الذي خانه التوفيق بشكل غريب، وليس له أي تفسير بتاتاً، فأخطاؤه كانت قاتلة ومريبة، احتسب للأهلي هدفاً فيه شك كبير، وتغاضى عن ركلة جزاء لمصلحته لا مجال للتشكيك فيها مطلقاً، وأنذر من لا يستحق الإنذار، وترك الذي يتوجب عليه طرده، وفي هذا حدث ولا حرج. وللحق فمنذ فترة طويلة لم أشهد مثل هذا المستوى السيئ لا من الفريقين، ولا من الحكام، وبصراحة أكثر لا أقول عنها إلا أنها مباراة إلى النسيان وكفى. لكن هذه الصورة القاتمة لا تمنعني من التأكيد أن شكل ملعب المباراة كان في غاية الجمال والروعة، حيث كانت الجماهيرعلى مستوى المسؤولية، فلها منا الشكر على حضورها المميز، وتفاعلها الرائع، ومبادرتها برفع علم الدولة، وترديد النشيد الوطني تزامناً مع احتفالاتنا الميمونة بيوم العلَم، وعيد اتحادنا الثاني والأربعين، بينما حز في نفوسنا تصرف بعض الصغار الذين نزلوا من على المدرجات في غياب من يمنعهم، ويصدهم قبل دخولهم أرضية الملعب للسلام على اللاعبين في تقليعة منسوخة من ملاعب الغرب. وبالمناسبة لقد أسعدنا جميعاً امتلاء الملعب عن آخره بالجماهير التي أتت من كل مكان لمتابعة المباراة، وسعدنا كثيراً بإصرار جماهير العين على الحصول على نسبة مقاعد أكبر من تلك المقررة لها في اللوائح، ونشيد هنا بمبادرة الأهلي وتعاونه في هذا الخصوص، في الوقت ذاته أرجو ألا يخرج علينا غداً من يوهمنا بأن هذا الحضور الكبير والمميز، إنما هو بسبب التشفير ليس إلا.