الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مصنع لإنتاج الكهرباء من النفايات غير المستغلة 2015

يسعى مدير عام شركة الشارقة للبيئة «بيئة» خالد عيسى الحريمل إلى استخدام أفضل التطبيقات والبرامج المعتمدة عالمياً في المجال البيئي، ليجسدها على أرض الواقع، معززاً بذلك كفاءة المنظومة البيئية في المدينة، ورافعاً من سوية العمل ونسب الإنجاز في إدارة النفايات إلى معدلات عالية. أكد في حواره مع «الرؤية» أن شركة بيئة تعتزم إنشاء مصنع يعد الأكبر في حجمه على مستوى الشرق الأوسط، لتحويل النفايات غير القابلة للتدوير إلى طاقة كهربائية بحلول عام 2015. وأوضح أن 60 في المئة من حجم النفايات في المدينة يجري إعادة تدويرها والاستفادة منها، ذاكراً أن شركة بيئة تسعى بحلول عام 2015 إلى أن تكون الإمارات أول دولة عربية تعيد معالجة وتدوير النفايات بنسبة 100 في المئة دون أي فاقد. وأبان الحريمل أن مجموع استثمارات شركة بيئة يصل إلى 800 مليون درهم، مشيراً إلى أنها تشمل البنية الأساسية، ومجموعة المصانع التابعة للشركة. وأردف أنها ترتبط بشراكة فاعلة مع بلدية الشارقة بنسبة 50 في المئة من عدد الأسهم. وأفاد الحريمل بأنه جرى أخيراً إضافة عشر مركبات خاصة في النظافة ومسح الشوارع تعمل بالطاقة الكهربائية، ملمحاً إلى أن الشركة تسعى إلى استخدام آلات نظافة صديقة للبيئة، ما جعلها توفر قارب نظافة يعمل على الطاقة الشمسية كمرحلة أولى. وذكر أن الشركة تمتلك أسطولاً من المعدات ومركبات النظافة يصل عددها حالياً إلى 550 مركبة وآلية، مؤكداً إحلالها أولاً بأول تبعاً لكفاءتها وعمرها الافتراضي. وزاد أن «بيئة» ستتولى بعد أسبوع مهمة العناية وتنظيف المناطق الصناعية الـ 18 في الشارقة، منوهاً بأن عمال البلدية البالغ عددهم نحو 300 شخص سيخضعون للتدريب من قِبَل الشركة للعمل معها. وأضاف الحريمل أن ثمة خططاً لتوسعة عمل شركة بيئة في المنطقتين الوسطى والشرقية، لتصبح الجهة المسؤولة عن إدارة أعمال النظافة بالكامل. وأبان الحريمل أن 80 في المئة من المناطق السكنية والتجارية في الشارقة جرى إحلال حاويات النفايات القديمة الموجودة فيها بأخرى حديثة باللونين الأخضر والأزرق، محدداً الهدف من هذا الإجراء في فرز المواد الموجودة داخلها. وتالياً نص الحوار: ÷ ما الدور الذي تضطلع به شركة بيئة؟ - أثر النمو السكاني السريع، وحركة النمو الصناعي، والتطور العقاري على بيئة المنطقة، ما أدى إلى زيادة معدلات إنتاج النفايات، وأسفرت قلة اللوائح وحملات التوعية المعنية بإعادة التدوير عن زيادة كمية النفايات المطمورة، ومن ثم أصبحت الحاجة ماسة إلى بنية تحتية سليمة أكبر من أي وقت آخر، من أجل التحكم في كمية النفايات المُولدة ودعم إدارتها. وباتت شركة بيئة رائدة في هذا المجال، إذ تضم مرافق ومصانع متعددة تلبي مختلف القطاعات التي تعنى بتدوير النفايات، وتمتلك «بيئة» قسماً لتنظيف المدينة، لجمع النفايات وتنظيف الشوارع، وأسطولاً مكوناً من 550 مركبة متخصصة في جمع النفايات، يتضمن مركبات جمع النفايات، وغسل الحاويات آلياً. وتستخدم أيضاً مركبات ذات قسمين لجمع النفايات، وشاحنات قلابة، ومركبات تحميل، وأخرى ذات قسم واحد لجمع القمامة، فضلاً عن مركبات ضغط النفايات، وزوارق لجمع النفايات، والمواد القابلة لإعادة التدوير. ÷ ما أبرز مشاريعكم المستقبلية؟ - تعتزم شركة بيئة تشييد مصنع يعد الأكبر من حجمه في مستوى الشرق الأوسط، لتحويل النفايات غير القابلة للتدوير إلى طاقة كهربائية بحلول عام 2015. وجرى في هذا الصدد التباحث مع 88 شركة استشارية مختصة، قدمت عروضاً تكنولوجية مختلفة، ورسا القرار على شركة أجنبية لها باع طويل في هذا المجال، وتمتلك مصانع في أوروبا وأمريكا. ÷ كم نسبة الاستفادة من النفايات، وما الغاية من هذا المصنع؟ - يصل حجم الاستفادة من عملية إعادة تدوير النفايات إلى 60 في المئة، يستفاد منها، وتسعى بيئة بحلول عام 2015 إلى أن تكون أول دولة عربية تعيد معالجة وتدوير النفايات بنسبة 100 في المئة دون أي فاقد. وسينتج عن هذا المشروع إنتاج طاقة كهربائية بطرائق بيئية، سوف تعتمدها جميع مصانع بيئة في تزويدها بالطاقة الكهربائية. ÷كم يبلغ مجموع استثمارات شركة بيئة، وما طبيعة شراكتها؟ - يصل إجمالي استثمارات شركة بيئة إلى 800 مليون درهم، وتشمل البنية الأساسية، ومجموعة المصانع التابعة للشركة، وهي على شراكة مع بلدية الشارقة، ولديها أسهم بنسبة 50 في المئة. ÷ ما آخر المستجدات على صعيد تزويد أسطول بيئة بالمعدات الحديثة؟ - جرى أخيراً إضافة عشر مركبات خاصة في النظافة ومسح الشوارع تعمل بالطاقة الكهربائية، وسيرتفع هذا العدد قريباً، ويعد تزويد الأسطول بالمعدات نابعاً من استراتيجية بيئة في البحث الدائم عن آلات نظافة صديقة للبيئة يمكن استخدامها في الشارقة، وفي السياق ذاته جرى توفير قارب نظافة يعمل بالطاقة الشمسية لتنظيف البحيرة كمرحلة أولى، وسيُشغل في الأيام المقبلة. ÷ كم عدد أسطول شركة بيئة من الآليات والمعدات، وما خططكم التوسعية في مجال النظافة؟ - تمتلك «بيئة» أسطولاً كبيراً من المعدات ومركبات النظافة يصل عددها حالياً إلى 550 مركبة وآلية، وتُحل أولاً بأول تبعاً لكفاءتها وعمرها الافتراضي. وستتولى «بيئة» بعد أسبوع مهمة العناية وتنظيف المناطق الصناعية الـ 18 في الشارقة، وسيخضع نحو 300 عامل تابعين لبلدية الشارقة للتدريب من قبل الشركة حتى يؤهلوا للعمل معها. وثمة خطط توسعية لعمل الشركة في المنطقتين الوسطى والشرقية، لتصبح مسؤولة عن إدارة أعمال النظافة بالكامل، ومع مطلع العام المقبل ستتولى «بيئة» عملية تنظيف الشوارع، وتعد حالياً الجهة المسؤولة عن إدارة مكبات النفايات في خمس مدن هناك. ÷ إلى أين وصلتم في خطتكم نحو إحلال حاويات النفايات القديمة في المناطق السكنية والتجارية؟ - وصلت نسبة الإحلال إلى نحو 80 في المئة في المناطق السكنية والتجارية، وجرى إحلال حاويات النفايات القديمة الموجودة فيها بأخرى حديثة باللونين الأخضر والأزرق، بقصد فرز المواد التي بداخلها وإعادة تدويرها. وفي غضون عام سوف ننتهي من إحلال جميع الحاويات في مستوى الشارقة. ÷ هل تستعدون لأي توسعات مستقبلية في نطاق العمل على مستوى دول أخرى؟ - أجل، يندرج هذا التوجه ضمن أجندتنا، وسوف يمتد عملنا قريباً للعمل في الرياض، فهي سوق كبير ومجال الاستثمار فيها واعد وسيكون ذا مردود إيجابي، فضلاً عن وجود مكاتب داخلية لنا في كل من أبوظبي ودبي. ÷ ما الفائدة المترتبة على إنشاء محطة لنقل النفايات؟ - تضمن محطة نقل النفايات تقليل البصمة الكربونية وزيادة كفاءة عمل المركبات، وأنشأت شركة تنظيف التابعة لـ «بيئة» محطة لنقل النفايات ضمن حدود مدينة الشارقة، ووجود هذه المحطة داخل المدينة أدى إلى جمع النفايات، ومن ثم نقلها عبر مركبات النقل الكبيرة، بسعة 40 طناً إلى مجمع بيئة لإدارة النفايات في منطقة الصجعة. ونتج عن وجود محطة نقل النفايات تقليل عدد الرحلات من نحو 900 رحلة يومياً، إلى نحو 100 رحلة يومياً. ÷ كم عدد مرافق شركة بيئة، وحجم الأوراق المعاد تدويرها يومياً؟ - تكرس «بيئة» جهودها نحو مستقبل مستدام عبر سياسة المبادئ البيئية الأربعة التي ترمز إلى تقليل الاستهلاك، وإعادة الاستخدام والتدوير والربح، وهو شيء لا بد من اتباعه وتحقيقه. ونتج عن ذلك إعادة تدوير أكثر متن 9,68 طن من الورق والكرتون بواسطة بيئة يومياً. ويضم مركز بيئة لإدارة النفايات مرافق عدة تعنى بمعالجة النفايات واستعادة المواد منها، لتدخل إلى الدورة الاقتصادية مرة أخرى، وتشمل استعادة المواد، ومعالجة النفايات التجارية والصناعية، وإعادة تدوير الإطارات، ومخلفات الهدم والبناء، إلى جانب تقطيع وإعادة تدوير السيارات والمعادن، ومعالجة النفايات الطبية، والسماد الزراعي، والسماد العضوي، فضلاً عن تفكيك وإعادة تدوير النفايات الإلكترونية، ومرفق معالجة النفايات السائلة. ÷ كيف يعاد تدوير الإطارات، وكم إطاراً يستهلك يومياً؟ - يعد مصنع إعادة تدوير الإطارات من الطراز العالمي الذي يستخدم أحدث التقنيات العالمية في عمليات التبريد، لإعادة تدوير الإطارات المستعملة، ويستخدم عملية التبريد الحديثة لإعادة تدوير الإطارات المستعملة بمعدل 9000 إطار مستعمل يومياً. وتستخدم عملية تبريد النيتروجين السائل لتجميد الإطارات عند درجة حرارة تصل إلى 196 تحت الصفر، ومن ثم تصب الإطارات لتكون هشة وجافة، ويمكن كسرها مثل الزجاج إلى حبيبات صغيرة. وعند إنشاء «بيئة» كان هناك نحو سبعة ملايين إطار مستعمل، وجرى حتى الآن إعادة تدوير نحو ستة ملايين إطار، وثمة توجه نحو الاستفادة من الكميات الموجودة في الإمارات الأخرى. ÷ بمَ يتميز مصنع إعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء، وما نسبة المعاد تدويره؟ - يعد أحد المصانع النشيطة والأكثر حركة في المنطقة مع الوضع في الاعتبار كبر حجم عمليات الهدم والبناء في الدولة، ويعمل المصنع على معالجة وتقليل نفايات الهدم والبناء، وتنظيف مخلفات البناء الناتجة عن قطاع الإنشاءات. ويعالج المصنع 6000 طن من مخلفات الهدم والبناء يومياً، وتشمل الخرسانة، والطوب، والخشب، والمواد التركيبية، والأسفلت التي يعاد استخدامها في رصف الطرقات والأرصفة والممرات، وتبلغ السعة السنوية للمرفق أكثر من 350 ألف طن. ÷ كيف تعالج النفايات السائلة؟ - ثمة بحيرتان لفصل الزيوت عن الماء، وبرك لتبخير مياه المخلفات الصناعية السائلة، المعالجة لاستخدامها مرة أخرى في الري والطاقة. وتجرى العملية بواسطة مركبات سحب تفرغ المياه التي يكون أساسها النفط والغاز في بحيرة الزيت، إذ تضخ المياه المتبقية في بحيرة مياه المخلفات الصناعية السائلة، ومن ثم تضخ في الصهاريج المتنقلة لتثبيط الغبار في الموقع، ويعتبر هذا حلاً آمناً وفعالاً لإعادة استخدام المياه الملوثة. ÷ هل ثمة توجه إلى توسعة العمل وزيادة مرافق مصنع تدوير الأسمدة العضوية؟ - يشمل مركز بيئة لإدارة النفايات مصنعاً لإنتاج الأسمدة العضوية، إذ تحول المخلفات العضوية والزراعية إلى مخصبات وسماد، وكل من هذين المنتجين يعالجان ويستخدمان في المزارع، وجميع المساحات الخضراء في الشارقة، وفي الوقت الحالي يعمل مصنع السماد العضوي على معالجة الأسمدة النباتية فقط. ونتيجة للتحديثات المستمرة والمعالجات الدائمة، ستطبق طرائق جديدة لتوسيع مجال المصنع وقدراته، حتى يصبح قادراً على معالجة أنواع أخرى من الأسمدة العضوية التي تتوافق مع الجودة العالية وطلبات العملاء. ÷ ما ميزات مصنع تقطيع وإعادة تدوير السيارات والمعادن؟ - يمتلك مصنع إعادة تدوير السيارات والمعادن أقوى ماكينة تقطيع سيارات في العالم حتى الآن، ويتركز هدفه الأساس في تقطيع هياكل السيارات والسكراب المعدني الخفيف، بقصد فصل المعدن عن الزجاج والبلاستيك والمكونات الأخرى لإعادة تدويرها. ويعمل المصنع على سكك حفارات لتتمكن من الحركة لمسافات طويلة، تزن 44 طناً، ويمكنها تقطيع 60 طناً من هياكل السيارات في الساعة الواحدة. ÷ كيف أولت «بيئة» الجانب التثقيفي عنايتها؟ - تعنى مدرسة بيئة للتثقيف البيئي بنحو 164 ألف طالبة وطالب في أكثر من 203 مدارس في الدولة، وتعد بيئة الشركة الأولى التي تقدم برامج ودروساً تثقيفية لجميع الطلبة في جميع المراحل الصفية من الروضة إلى الثاني عشر. وأطلقت «بيئة» جائزة الشارقة للوعي البيئي لتشجيع الطلاب والهيئة التدريسية على إقامة مشاريع بيئية مميزة. ويهتم مركز الخليج لبحوث النظم البيئية في المنطقة التابع لبيئة بجلب أفضل الأبحاث والمصادر والخبراء، للمساعدة على جعل الشارقة مركزاً للتغيير والتفكير والريادة البيئية، ويقصد من وراء ذلك أن يكون مركزاً متعدد الجنسيات على مستوى عالمي، ما سيمكّن الشارقة من قيادة التغيير البيئي عبر المشاركة في المعارف وتبادل المعلومات. وسيتيح المركز كذلك إمكانية بناء شبكة عمل عالمية تضم مؤسسات الأبحاث البيئية، إلى جانب المساعدة على تطبيق أفضل الممارسات ضمن الأبحاث المتعلقة بالبيئة. ÷ ما الفوائد الناتجة عن إعادة تدوير الإطارات؟ - ينتج عن إعادة تدوير الإطارات مادة المطاط التي تستخدم في الأرضيات كمسارات الركض، والملاعب، والمناظر الطبيعية، والعشب الصناعي في ملاعب الغولف والفروسية، ويمكن كذلك دمجه مع الأسفلت لتشييد الطرق، وثمة توجه جدي لهذه الغاية. وهناك طلب جيد من جهات عدة على هذا النوع من المطاط الذي استُعمل من قبلنا في مرافق عدة، منها حديقة المجاز، والقصباء، وحدائق تابعة لبلدية الشارقة، فضلاً عن استخدامه في الإسطبلات. سيرة ومسار يشرف المدير العام لشركة بيئة خالد الحريمل على العمليات اليومية للشركة، ويزيد من كفاءة المشاريع عن طريق ضمان التعاون الوثيق والاتصال بين مختلف الإدارات. يساعد شركة بيئة على العمل في طليعة الصناعة البيئية إقليمياً ودولياً، عبر تخطيطه الاستراتيجي لتعزيز الإنجازات البيئية وزيادة نمو وربحية الشركة. ويحمل الحريمل درجة البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف في تخصص التسويق من جامعة الملك فهد في السعودية، ونال درجة الماجستير في جامعة برادفورد في المملكة المتحدة. ويعد أيضاً خريج الدفعة الأولى للبرنامج المرموق قادة دبي في كلية وارتن لإدارة الأعمال في ولاية بنسلفانيا الأمريكية. وقبل انضمامه إلى شركة بيئة، كان الحريمل أحد المؤسسين والمدير التنفيذي لشركة العربية الدولية للاستثمار «ش.م.ع»، وتقلد منصب الرئيس التنفيذي للعمليات في واجهة دبي البحرية في نخيل عام 2007. نبذة أسِّست شركة بيئة في 2007 بشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبموجب مرسوم أميري من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وتتمثل المهمّة الأساسيّة لـ «بيئة» في اعتماد أفضل الممارسات ضمن مجال إدارة النفايات في مستوى المنطقة، مع توفير البنية التحتية لها. وتقود بيئة إمارة الشارقة لتكون الأولى في المنطقة، في مستوى تحويل النفايات من المكبات بنسبة 100 في المئة بحلول عام 2015. وهي شركة رائدة في تقديم أفضل الحلول البيئية في مستوى الشرق الأوسط.