الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

التعليم الذكي

يقولون أن تكون ناجحاً هو أن تنجح في خلق عادة أو قيمة تدوم معك مدى الحياة، وليس في كمية أو نوعية ما تتعلمه مع أهمية ذلك بالطبع، ولكن لا بد أن تكون النوعية عملية ومتبناة ومحببة لقلوب المتعلمين، هذا هو الهدف والمضمون الذي لمسناه من خلال التجمع في مؤتمر التعليم الذكي الذي عقد هذا الأسبوع في مدينة أبوظبي بوجود القادة في مجال التعلم الذكي سواء من جهات داخل الإمارات أو من مختلف دول العالم. وحقيقة إن مفهوم التعليم الذكي يوحي لك بأنه هو استخدام أجهزة ذات تقنية وتكنولوجيا عالية يتعلم من خلالها الطلاب دروسهم اليومية، لكن الواقع يتجاوز المفهوم العام لأغلبية الناس. يعد التعلم الذكي نقطة التحول في عالم التدريس في ظل التغير المتنامي للتقنية الحديثة ونفوذها القوي على أبنائنا الطلاب وعلى المجتمع بشكل عام، وبحسب منظور خبراء التعليم التركيز لا يكون على التكنولوجيا إنما على هيكلة عملية التعليم بطريقة تتماشى مع العصر، وذلك بإعادة بناء المفاهيم العملية بطريقة علمية في ذهن الطلاب وهذا من خلال الربط بين والتحليل بين المعلومات وتنمية الفكر الناقد واستخدام أدوات التكنولوجيا لبناء مهارة البحث من الصغر إضافة إلى تغيير الطرق التقليدية في إيصال المعلومة بإدراك أهمية العمل كفريق وخلق قادة للمستقبل، ويمتد ذلك إلى أدق التفاصيل إلى درجة طريقة جلوس الطلاب في الفصل كمجموعة وليس أفراداً. إن دولتنا لم تذخر أي جهد في أن تكون سباقة في تطوير عملية التعليم لتوائم متطلبات التطوير في نمط الحياة، وتجد ذلك جلياً في ما حققه مجلس أبوظبي للتعليم ووزارة التربية للتعليم من تقدم ملحوظ وفي زمن قياسي يعكس ويجسد رؤية الحكومة الرشيدة في إرساء أسس التعليم الذكي، حيث أصبح الطلاب يستعملون التكنولوجيا في التعليم مثل اللابتوب والآيباد واستخدام اللوح الإلكتروني مكان السبورة التقليدية، وقل استخدام الكتب وزاد التواصل بين الطلاب والمدرسين حتى بعد فترة المدرسة، وخلقت أجواء وبيئة تشجع وتحبب الدراسة إلى نفوس الطلاب، ولكن هناك سؤال يدور في الأذهان على الرغم من تشجيعنا للفكرة، لطالما كانت التكنولوجيا سلاحاً ذا حدين، فهل ستكون هناك آثار جانبية مثل أن ينسى الطلاب استخدام القلم؟ وهل سيؤثر ذلك في ضعف مهارتهم الكتابية واللغوية بوجود المصحح الآلي؟ [email protected]