الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الدب الروسي يعلق حلم أوكرانيا الأوروبي

أ ف ب، د ب أ ـ فيلنيوس نجحت الضغوط الروسية المكثفة في ثني أوكرانيا عن توقيع اتفاق تاريخي أمس مع الاتحاد الأوروبي، فيما اقتربت جورجيا ومولدافيا من العضوية الأوروبية عبر توقيع اتفاقات تتضمن بناء علاقات سياسية وتجارية قوية مع التكتل القاري. وأعرب الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش عن استعداد بلاده للتوقيع على اتفاقية شراكة شاملة مع الاتحاد الأوروبي «في المستقبل القريب»، لكن بشروط. وأوضح يانوكوفيتش أمس في قمة الاتحاد الأوروبي للشراكة الشرقية التي تختتم اليوم في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، أن بلاده تطلب من الاتحاد الأوروبي خطوات حاسمة في المقابل تجاه الدعم المادي لبلاده. وطلب يانوكوفيتش مساعدات في تحديث أنظمة نقل الغاز، على سبيل المثال. وذكرت الرئيسة الليتوانية داليا غريباوسكايتي «للأسف، يبدو أن الحجج التي تدعم توقيع الاتفاق لم تقنع الرئيس فيكتور يانكوفيتش». وكانت أرمينيا أغلقت الباب بوجه الأوروبيين في سبتمبر، عندما قررت الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الذي أنشأته روسيا. وعرض يانوكوفيتش أمام الأوروبيين المشاكل الاقتصادية الخطيرة التي تواجهها بلاده، وطالب بأن تتم تسويتها من قبل الاتحاد الأوروبي وروسيا معاً. وبذلك لم يتراجع الرئيس الأوكراني عن موقفه من هذا الحوار الثلاثي الذي رفضه الاتحاد الأوروبي أصلاً الأسبوع الماضي، كما أن يانكوفيتش لم يقتنع بحجج الأوروبيين، وخصوصاً الدول الجديدة الشرقية، حول المكاسب التي يمكن أن تحققها كييف من تقارب مع الاتحاد الأوروبي، وبشكل خاص من أجل تنميتها الاقتصادية والتجارية. واتفاق الشراكة الذي تراجعت كييف عن توقيعه وكان يرافقه اتفاق واسع للتبادل الحر، تم التفاوض بشأنه خمس سنوات بين كييف والمفوضية الأوروبية التي خصصت حتى الآن مليارات اليورو من أجل التحديث السياسي والاقتصادي لهذا البلد الذي يضم 46 مليون نسمة. وأثار تبدل موقف كييف غضب المعارضة الموالية لأوروبا، التي تتظاهر منذ أيام في ساحة الاستقلال وسط العاصمة الأوكرانية. وكانت رئيسة الوزراء السابقة المعارضة يوليا تيموشينكو المسجونة التي اشترط الاتحاد الأوروبي إطلاق سراحها، دعت أمس الأول القادة الأوروبيين إلى «تحرير أوكرانيا»، عبر تنفيذ كل ما بوسعهم لتوقيع اتفاق الشراكة الشرقية مع بلادها. وأكد الاتحاد الأوروبي أمس أنه يرفض أي «فيتو» روسي في علاقاته مع الجمهوريات السوفييتية السابقة، بعد أن تراجعت أوكرانيا عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد بضغط من موسكو. واعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في مؤتمر صحافي أنه «لا يمكننا القبول بفيتو من جانب بلد آخر حول عزمنا على تحقيق تقارب مع هذه الدول»، مؤكداً أن زمن «السيادة المحدودة ولى في أوروبا». وفي المؤتمر الصحافي نفسه، اعتبر رئيس مجلس أوروبا هيرمان فان رومبوي أن «بعض ما تفعله روسيا حيال الجمهوريات السوفييتية السابقة لا ينسجم مع الطريقة التي ينبغي أن تحصل فيها الأمور في أوروبا». وإذ كرر أن الاتفاق الذي رفضت أوكرانيا توقيعه أمس في فيلنيوس «لا يزال مطروحاً»، دعا كييف إلى «رفض الاعتبارات القصيرة المدى والضغوط التي مصدرها الخارج»، معتبراً أنه «حان وقت الشجاعة والقرار، علينا ألا نستسلم في مواجهة الضغوط الخارجية، حتى لو كان مصدرها روسيا». وجزم باروزو أن التقارب السياسي والاقتصادي مع الجمهوريات السوفييتية السابقة هو«عملية لمصلحة أمر معين لا ضد طرف معين». ورفضت روسيا اتهام الاتحاد الأوروبي لها بممارسة الضغط على أوكرانيا لحملها على عدم التوقيع على الاتفاق.