الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الاتحاد .. رمز تلاحم الشعب مع القيادة

أهلا بعيد الاتحاد المجيد الثاني والأربعين.. ثمرات وسنابل مثقلة بالعزم والعلم والكفاح والمثابرة والجد والقادة الذين حملوا الراية على العهد والوعد سالكين نهج زايد الخير، وحكام الإمارات الذين تلاقت أحلامهم ورؤاهم وتضافرت مع أحلام شعبهم الإماراتي الوفي .. بلاد ضربت حضارتها منذ آلاف السنين لإعمار الأرض وهذه الديار المباركة الطيبة، حتى أضحت الشمس بل الشموس التي لا تغيب أبداً عن سمائنا، فهي دائماً مشعة تواقة لنشر الخير والأمن والأمان والدفء والوفاء والضياء في ربوع وطننا الغالي كافة.. الإمارات العربية المتحدة. نعم، أهلاً بشيوخنا الغر الميامين صانعي المعجزات بناة الحضارات، أهلاً بمن جاد بالعطاء تلو العطاء، هو خليفة الخير وعضد الأمة الذي نهل من فيوض وحكم الوالد المغفور له باذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان، ملأ الله تربته بالرياحين والبساتين الخضراء المثمرة الفواحة العطرة الزكية النيرة. لنعد قليلاً إلى عقود مضت، كيف كان أجدادنا وآباؤنا يقاسون شظف العيش وقساوة الحياة وقلة الموارد، حيث البحر والصحراء والعريش والخيمة وبيوت الطين والنخلة المباركة هي ديدنهم. لذلك نرى النهام والنوخذة والرجال قبل الفجر يحملون الزاد المبارك المكون من تمر وعيش وماء ثم يركبون المخاطر ويخوضون عباب البحار باحثين عن الرزق الحلال. وكم كانت دموع الأبناء والزوجات تختلط برذاذ مياه البحر، لتجلو فرحة العودة ولقاء الرجال الصابرين العاملين الذين يصارعون الأمواج محملين بالخير الوفير من صيد ثمين اللؤلؤ الطبيعي والزاد الطري من السمك الذي يشد قوتهم وبناء أجسادهم. إذاً يحق لنا أن نذكر مآثر أجدادنا وما قدموه من كل غال ونفيس، والعمل في بوتقة جماعية متضامنة متحدة استمدت فحواها ممن وحد هذه الأمة وجمعها على كلمتها في الثاني من ديسمبر عام 1971. وهكذا نختم بأقوال جلها درر وحكم ومآثر منقوشة بأحرف من نور وضياء وأنوار بهية .. أقوال والدنا زايد الخير طيب الله ثراه: «إن الآباء هم الرعيل الأول .. لولا جلدهم على خطوب الزمان وقساوة العيش لما كتب لجيلنا الوجود على هذه الأرض التي ننعم اليوم بخيراتها». «إن الاتحاد ما قام إلا تجسيداً عملياً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حر كريم يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرق وضاح ترفرف فوقه راية العدالة والحق، وليكون رائداً ونواة لوحدة عربية شاملة».