الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

غوارديولا ينهل من مصنع المواهب البافاري مع البايرن

يبدو أن بيبي غوارديولا موعود بالمجد والنجاح في كل ما يفعل، فعندما كان لاعباً أثار الإعجاب كلاعب وسط فنان اعتاد على تقديم التابلوهات المدهشة في فنون تمرير الكرة لزملائه. وبعد أن تحول إلى التدريب أصبح أكثر إثارة للإعجاب للإنجازات الخارقة التي حققها مع فريقه برشلونة الكاتالوني. وهو أكثر المدربين ذكراً وإثارة للجدل، فهو الرجل الذي أحدث ثورة في فنون التدريب مع البارسا. والآن بعد أن تعاقد مع بايرن ميونيخ البافاري لم تنقطع إبداعاته، وواصل مشوار سلفه الناجح الذي حقق الثلاثية قبل أن يغادرملعب آليانز آرينا. بعد التحاق غوارديولا بالبايرن، كان رئيسه رومينيغه أكثر المعجبين بالإسباني الضئيل الحجم، وعن ذلك يعلق «كان لدينا أحد أميز المدربين، يعني هيدينك، لكننا في مجلس إدارة النادي قررنا بالإجماع أن أمامنا فرصة فريدة للتعاقد مع أفضل وأشهر مدرب في العالم، وبالطبع لم نفوت فرصة التعاقد مع غوارديولا». ويضيف النجم السابق بطل العالم مع منتخب المانشافت «أمتع ما في الموضوع هو متابعة غوارديولا وهو يعمل، وجميع القصص التي راجت حول مدى تركيزه واهتمامه بالتفاصيل صحيحة، وتأكد ذلك على ملعب قاعدة سابنر شتراوس المخصص لتدريبات البايرن، صبيحة فوزنا على فريق أوغسبورغ بهدفين نظيفين. وأكثر ما أثار دهشتي رؤية غوارديولا وهو يبدأ التمارين في الصباح الباكر اليوم التالي، وكان أول من نزل الملعب قبل حضور اللاعبين». ومعروف لغالبية المدربين أنهم يأخذون الأمور ببساطة صبيحة اليوم التالي للمباراة. لكن من المؤكد أنه ليس أسلوب غوارديولا. ومنذ اللحظة التي صاح فيها باللاعبين: هيا بنا، لم يتوقف أو يلتقط أنفاسه لا هو ولا هُم. + التدقيق في التفاصيل خلال أحد التمارين المخصص لتحسين مهارة تمرير الكرة بين الزملاء، وجه غوارديولا نظرة اللوم لأحد مساعديه عندما لاحظ أن التدريب لا يسير كما خطط له. وخلال توجهه إلى خارج الملعب بعد نهاية التمرين لاحظ كذلك أن التدريب الذي خصصه لطلاب أكاديمية البايرن لا يسير كا رسمه، و فوراً عاد إلى أرضية الملعب وقام بتصحيح حركة المتدرب. الأغرب من ذلك أنه خلال كل ذلك الوقت كان يتحدث اللغة الألمانية بطلاقة، وأتقنها أثناء عطلته في نيويورك. وكشف عن مدى إتقانه لها خلال أول مؤتمر صحافي للإعلان عن توليه مهمة تدريب البايرن أمام 250 صحافياً، وكذلك يجيد اللغة الإنجليزية تحدثاً وكتابة. -------------- لا يتوقف عن التفكير يعود رومينيغه للحديث عن غوارديولا «لا يتوقف عن التفكير، وأعطيكم مثالاً على ذلك: حققنا الفوز على دورتموند بثلاثية نظيفة الشهر الماضي. وكنا جميعاً في غاية السعادة داخل الطائرة في رحلة العودة بعد الفوز الكبير على الخصم اللدود. لكني لاحظت غوارديلا جالساً في المقدمة، وفتح اللابتوب وبدأ التحضير للمباراة القادمة. إنه مهووس بكرة القدم». و يواصل رومينيغه سرده لقصة المدرب المدهش «بعد أن يقتنع تماماً أن كل شيء في مكانه، يتوجه إلى مكتبه وعندها نبدأ الحديث، وهناك يخبرني عن مدى سعادته بتدريب بايرن ميونيخ». كذلك يحب الحديث عن مدى إعجابه بفيليب لام، وأنه مدافع قادر على اللعب في أي خانة، والفضل في ذلك فهمه العميق للعبة. بعد ذلك يتحول للحديث عن مباراة الأمس والفوز على فريق أوغسبورغ. ومن واقع هذه المعطيات، يبدو جلياً ما جلبه غوارديولا للبايرن، ومن ذلك استخدامه المزيف للرقم 9 الذي يرتديه ماريو غوتزه، وذلك الضغط الفوري على الخصم عند فقدان الكرة والاستحواز الدائم عليها. ------- خافي مارتينيز الأنيق نعم هو الإسباني البارع الذي يفرض نفسه بقوة على النقاش الدائر بين رومينيغه وغوارديلا. بدأ الإسباني الدولي معنا كلاعب وسط مهاجماً مسانداً لغوتزه، ثم تقهقر إلى الخلف في مركز القشاش لإحكام سيطرته على منطقة الوسط. مثل هذه المواهب والفهم العميق للعبة كرة القدم هي التي تجعل البايرن متقدماً على منافسيه. ثم يعقد رومينيغه مقارنة تفرضها العداوة التاريخية بين الكرة الألمانية والإنجليزية «الكرة الإنجليزية تفتقر للاعبين في وزن مارتينيز ولام. الناس يتحدثون عن غياب التقنية لكن بالنسبة لي تكمن مشكلة الكرة الإنجليزية في فهم اللعبة الذي يمتلكه اللاعب الألماني، والذي يتيح لهم اللعب في غالبية الخانات. وهناك لاعبون إنجليز قادرون على مثل هذه المرونة مثل ستيفن جيرارد لاعب ليفربول، لكن الآخرين غير قادرين على ذلك». ----------- مركز تدريب متواضع من المعروف أن غوارديولا يبقي في مركز التدريب الخاص بالبايرن طوال اليوم ولا يغادره قبل الخامسة مساء. والمركز واسع وعملي، ومع ذلك لا يمكن مقارنته بأحد مراكز التدريب في البريميرليغ كالمراكز المخصصة لتدريبات فرق ليفربول في ميلوود، أو كوبهام كومبليكس التابع لفريق تشيلسي، أو المركز الذي يقوم فريق مانشستر يونايتد ببنائه في كارينغتون. والبايرن في سبيله لإنشاء مركز تدريبي حديث، كان التركيز عليه ينصب على تطوير الأجيال القادمة من نجوم ألمانيا. ----------------- آليانز آرينا ملعب الخيال العلمي أما مصدر الإعجاب الأساسي في نادي بايرن ميونخ، فهو استاد آليانز آرينا الذي يعتبر أفضل ملعب حديث في العالم، وهو يحتوي على متحف البايرن العامر بتاريخ النادي من إنجازات وشخصيات هامة، ويأتي على رأس هؤلاء الجزء الخاص بإنجازات القيصر فرانز بيكنباور وجيرد مولر. وجزء من قوة البايرن يكمن في كيفية امتزاج ماضي النادي بمستقبله حيث ما زال قدامى نجومه حاضرين في أرجائه. يعلق رومينيغه «نحاول استعادة اللاعبين من ذوي النوعية الممتازة ممن أحرزوا 162 هدفاً في 310 مباريات في البوندسليغا، والجمهور يعجبه ذلك وكذلك الصحافة. وأعتقد أن لدينا جيلاً من هؤلاء أمثال فيليب لام، شواينستايغر، والحارس نوير للمستقبل». ------------ الثلاثية ليست شرطاً من الأشياء التي تدل على مدى احترام البايرن لرومينيغه أنه لا يطالبه بتحقيق الثلاثية التي حققها سلفه، أو حتى الدفاع عن دوري أبطال أوروبا الذي تستضيف لشبونة مبارياته الختامية في مايو المقبل، لكن النادي مصمم على الفوز بها في أقرب وقت ممكن. وهو أمر يساعد على تلميع صورة النادي عندما يفتتح مكاتبه في نيويورك والعاصمة الصينية بكين. وهذا الأمر يفسره رومينيغه «لدي انطباع بأنه إذا انتاب غوارديولا الإحساس بضرورة تحقيق ما حققه هيدينك، فقد يؤثر ذلك على أدائه الرفيع وخططه المستقبلية. نريد أن يتواصل المشوار بنجاح إلى الأمام وليس صعوداً وهبوطاً مثلما حدث خلال الأعوام الخمسة عشرة الماضية. ربما نريد مغالطة التاريخ والحفاظ على كأس دوري أبطال أوروبا، وهو ما فشل في تحقيقه جميع أندية أوروبا من قبل، وربما يكون غوارديولا هو المدرب القادر على منحنا هذا الشرف الرفيع. عموماً نحن في غاية السعادة معه».