السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

صعوبات تواجه خريجي الإعلام ..والتدريب ملاذهم

ذكر المتحدثون في أولى جلسات منتدى الإعلام الإماراتي تحت عنوان «إبداعات إعلامية وتجارب ناجحة» أن الصعوبات والتحديات التي يواجهها خريجو الإعلام كبيرة ولا يمكن تجاوزها إلا بحب المهنة وتلقي الدعم من المؤسسات الإعلامية والتدريب لتمكين المواطنين والمواطنات. وطرحت الجلسة خمسة محاور تتمثل في أسباب اختيار الشباب ميدان العمل الإعلامي والحوافز التي دفعتهم لخوض التجربة والتحديات التي اعترضت طريقهم والسبيل للتغلب عليها، ونظرة الشباب إلى العمل الإعلامي، وهل فيه ما يتسع لطموحهم، ولماذا اكتسبت أغلب التجارب الذاتية الطابع الإخباري، ولماذا اختار الشباب اقتحام عالم الإعلام بمبادرات خاصة بعيدة عن العمل المؤسسي. وركز رئيس تحرير صحيفة «الرؤية» محمد التونسي في مداخلة له على ضرورة معالجة أزمة الثقة بين خريجي الإعلام ووسائله من جهة، وبين هذه الوسائل وكليات الإعلام من جهة أخرى، ومن غير المنطق أن نحمل كليات الإعلام كامل المسؤولية في مستويات خريجيها وإمكاناتهم للانخراط في المهنة على رأس العمل، وتحقيق قدر مناسب من الأداء النوعي، فقد ثبت على مستوى النظرية والتطبيق أن مدارس الإعلام، ومعظمها يركز على الجانب النظري، غير مسؤولة حتى عن تخريج صحافي واحد جيد، وهنا إما أن تعتمد المؤسسات الصحفية على سبيل المثال برامج تدريب لهؤلاء على رأس العمل، أو أن تسلك المعالجة أسلوباً آخر أكثر دقة وأضمن نتيجة، ويتمثل في إنشاء معهد أو أكاديمية للإعلام على مستوى الدولة. وأردف أن كليات الإعلام من جانبها، يجب أن تلتزم الحصافة في تكوين الانطباع لدى طلبتها عن وسائل الإعلام، خاصة وقد بلغ الأمر ببعض الأساتذة درجة تحريض الطلاب على أنهم أكثر فهماً لمهنة الصحافة من أولئك الذين على رأس العمل في الصحف، ثم ماذا نتوقع من كليات إعلام، أساتذة الصحافة فيها مجرد أكاديميين لم يمارسوا مهنة الصحافة قط. وطالب بالموضوعية والعقلانية في التعامل مع أطراف المعادلة طالما الهدف إعداد كفاءات وطنية في الإعلام تكون قادرة على الممارسة الصحيحة وتطوير ذواتهم، والقدرة على تحمل المسؤولية في اتخاذ القرار الصحفي. من جهته، أكد مدير تحرير الأخبار المحلية في جلف نيوز مصطفى الزرعوني أن كليات الإعلام تمنح صوراً وردية للطلبة، مختلفة عن الواقع مشيراً إلى أهمية أن يكون الصحفي باحثاً ومتقصياً وجامعاً للأخبار، متفنناً في عرضها. وأوضح رئيس مؤسسة الإعلام في الشارقة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي في الجلسة الثانية تحت عنوان «التوطين بين الواقع والطموح» أن التوطين يجب أن لايكون على حساب الكفاءة ولابد من وجود برامج تدريبية. وشدد على العمل بجدية والتدريب العملي للطلبة الدارسين في كليات الإعلام وإخضاعهم لدورات تدريبية بعد التخرج للتمكن من اكتساب الخبرات، لافتاً إلى أن طموح مؤسسة الشارقة للإعلام تجاه مشروع التوطين كبير إذ وصلت النسبة إلى 50 في المئة. بدوره، ذكر المدير العام للمجلس الوطني للإعلام إبراهيم العابد أن بيئة الإعلام غير طاردة للمواطنين ولكنها بحاجة إلى تطوير ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بالتعاون الوثيق بين المؤسسات الإعلامية والحكومية. وزاد العابد أنه لابد من تشجيع المواطنين على دخول الإعلام عبر حزمة من الحوافز على المستويين الحكومي والخاص، منوهاً إلى أن مجال الإعلام لا يتركز في الصحف والتلفزة إذ على المواطنين الاهتمام بصحافة المواقع الإلكترونية. من جهته، طرح نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لمؤسسة دبي للإعلام سامي القمزي تساؤلاً حول إن كان موضوع التوطين يتعلق برفع نسب التوطين في الوظائف الإدارية والتي حققت نسبة عالية أو توطين واجهات الإعلام أم التوطين وعلاقته بالجودة؟ وأبان أن غياب نجوم مواطنين في الإعلام يعتبر مؤشراً على أن مخرجات التعليم الأكاديمي ونوعية التدريب ليست بالمستوى المطلوب، لافتاً إلى أن الأرقام ليست مهمة بقدر الجودة التي يقدمها المواطنون إذ نجحوا في ميدان الرياضة كإعلاميين لكن ما تزال الطموحات تحتاج إلى عمل وجهود. بدوره أشار رئيس جريدة الاتحاد محمد الحمادي إلى أن موضوع التوطين أصبح يشبه حالة جلد الذات في قطاع الإعلام، إذ أن الإعلام إبداع وخلق ومهارات تحتاج إلى وقت لترسيخها، مشيراً إلى أنه لا يوجد تقصير من المؤسسات الإعلامية ولكن لابد من وجود الحافز المعنوي. وأبان رئيس التحرير التنفيذي في صحيفة الخليج رائد برقاوي أن الإعلام صناعة وأن المواطنين الخريجين يريدون حرق مراحل ولا يمكن أن تكفي ستة أشهر لخلق صحفي، مشيراً إلى أن الصحفي الذي يتحول إلى موظف عادي لا يمكن للصحيفة أن تعتمد عليه. وأثارت الكاتبة في جريدة الاتحاد عايشة سلطان إشكالات حول ماذا يعني التوطين؟ هل يمكن توطين كاتب؟ مؤكدة أن بيئة العمل الإعلامي ليست طاردة ولكن الإعلام يتعلق بالعمل والإبداع والتميز، إضافة إلى إشكالية توجه الطلبة لتخصص العلاقات العامة، مشيرة إلى أن مؤسسات إعلامية تتفشى فيها حالات المزاجية والشللية التي تدفع بالمواطنين للهروب.