أوروبا تقترب من الاتحاد المصرفي باتفاق البنوك المنهارة

توافق وزراء المال الأوروبيون على القاعدة الثانية للاتحاد المصرفي، وهو مشروع يهدف إلى تفادي أزمة جديدة في منطقة اليورو. وأوضحت وزارة المال الفرنسية أنه «تم التوصل إلى الاتفاق أمس الأول»، الأمر الذي أكده أيضاً دبلوماسي ينتمي إلى دولة أوروبية أخرى ثم الرئاسة الليتوانية للاتحاد بعد مفاوضات في بروكسل استمرت أكثر من اثنتي عشرة ساعة. وكتب المفوض الأوروبي المكلف الخدمات المالية، ميشال بارنييه على حسابه عبر موقع تويتر أنه «يوم مشهود»، مرحباً باتفاق الدول الأعضاء على اقتراحه، مضيفاً «المفاوضات مع البرلمان الأوروبي بدأت». ولم يتم كشف تفاصيل الاتفاق، لكنه سيتيح إنشاء آلية قرار موحدة من أجل إفلاس منسق للمصارف في منطقة اليورو. وهذه الآلية التي يتوقع اعتمادها بداية 2016 ستطبق بشكل مباشر على أكثر من 300 مصرف، هي الأكبر في منطقة اليورو إضافة إلى بنوك عبر الحدود. وسيتم تشكيل مجلس مهمته اتخاذ قرارات في شأن إعادة رسملة مصرف معين أو تصفيته بشكل منسق. وتلحظ الآلية أيضاً إنشاء صندوق موحد يهدف بالأخص إلى تنظيم إفلاس مصرف ما أو تمويل كلفة إعادة هيكلته. وقبل أن يجتمع وزراء المال الأوروبيون الـ28، عقد وزراء منطقة اليورو اجتماعاً تمهيدياً في بروكسل مساء الثلاثاء الماضي وسط مؤشرات على صعوبة التوصل إلى تسوية. وتتضمن الخطة وقف نشاط المصارف المتعثرة في أوروبا، فيما تقرر أن يدخل هذا النظام حيز التنفيذ في الأول من يناير 2015. وفي سياق متصل، ارتفعت الأسهم الأوروبية أمس مضاهية المكاسب القوية لنظيرتها الأمريكية بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أنه سيبدأ تقليصاً محدوداً لبرنامج التحفيز النقدي بينما جدد التزامه بإبقاء أسعار الفائدة منخفضة. وتصدر سهم «ساب» المكاسب في أوروبا وقفز 24 في المئة، بعد أن أرست البرازيل عقداً قيمته 4.5 مليار دولار على الشركة لتزويد سلاحها الجوي بعدد 36 مقاتلة جديدة من نوع جريبن أن.جي بحلول 2020. وصعد سهم دويتشه تليكوم 2.3 في المئة بعد أن أبلغت مصادر رويترز أن مجموعة ديش الأمريكية تدرس تقديم عرض لشراء الوحدة الأمريكية تي-موبايل يو.إس. وصعد مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.2 في المئة إلى 1274.36 نقطة. واعتبر المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي تقليص مشترياته من السندات بمقدار عشرة مليارات دولار إلى 75 مليار دولار شهرياً خطوة متواضعة يمكن للاقتصاد الأمريكي أن يستوعبها بسهولة، في حين أشارت توقعات البنك المركزي إلى استمرار سياسة التيسير النقدي. وبعد قرار المجلس ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 1.8 في المئة، وزاد ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.7 في المئة، ليغلق كل منهما عند مستوى قياسي مرتفع. وفي أنحاء أوروبا فتح مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني مرتفعاً 0.4 في المئة، وزاد كاك 40 الفرنسي واحداً في المئة، وداكس الألماني 1.1 في المئة.