السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

يا أخي قل خيراً أو اصمت

يفاجئك البعض بأنه قد تحول إلى محلل سياسي وله وجهة نظر في الوضع على الساحة العربية والدولية، بل إنه يحلل ويتحدث في كل موضوع من الأزمات الاقتصادية إلى الحروب الأهلية وصولاً إلى الربيع العربي، تحول بقدرة قادر إلى شوك وعذاب لشعوب الدول العربية مروراً بالنزاع الأزلي بين بريطانيا والأرجنتين على جزر الفوكلاند، مروراً بأزمة المهاجرين إلى أمريكا وغيرها من القضايا التي يقحم نفسه فيها. وغني عن القول إنك لن تسمع كلمة لا أعلم، أو حتى توضيح أنه غير ملم بهذا الموضوع، البعض يجعل نفسه أضحوكة بكل ما تعني الكلمة في كل مجلس يحضره، لأن الجميع يعلم أنه مفلس معرفياً، وأنه يسرد في أحيان أموراً لا تمت للواقع بصلة أو برابط، فقط هو يعتمد على أخبار من هنا وهناك، المفاجأة الحقيقية في هذا النوع أنك قد تجده قد ترك بلاده التي تعاني من حرب، أو ترزح تحت تدهور اقتصادي، وتعثر تنموي بالغ وكبير وواضح، وعلى الرغم من هذا يوجه سهامه لدول الخليج العربي، ويتحدث بنقد بالغ وهو يعمل في إحدى هذه الدول وأطفاله يتعلمون مجاناً في مدارسها، وهو يستفيد دون تمييز، أو ضرائب من جميع الخدمات تماماً كابن البلد. هناك معضلة أخرى كبيرة نعاني منها، وهي الكلمات الجارحة لبعض المقيمين في أوروبا من العرب، فهم يعتقدون أنهم في برج عاجي، وأنهم باتوا في قمة الوعي الحضاري فقط لأنهم يعملون ويعيشون في إحدى الدول الأوروبية، وسيدهشك سطحية معرفتهم للعالم العربي، خصوصاً، دول الخليج العربي، وستستغرب عندما يتحدثون عن قضايانا وتكتشف كم يجهلون واقعنا، ورغم هذا لا يتوانون عن طرح نقد غير موضوعي أشبه بالشتم إذا لم يكن شتماً واضحاً وصريحاً. ادخل في نقاش مع هذه الفئات، سيقودونك مباشرة نحو البترول وكأنه لعنة وليس نعمة. أحدهم يقول أنتم لم تبنوا بلدكم، لا زلتم على الجمال وتوزعون عائدات البترول بطريقة بدائية، ولا توجد مستشفيات ولا توجد لديكم تنمية، أو تقدم حضاري، ستعتقدون في البداية أنه يمزح، أو يحاول أن يستفز، لكنك تصاب بحيرة وألم عندما تجده يتحدث بجدية، بالله عليكم بماذا تردون على مثل هذه النوعية التي تتحدث بلسانك، وواحدهم يجهل عنك كل شيء؟! ليس التفاصيل، بل حتى أين تقع خارطة بلدك، ثم يعطي نفسه الحق في تشويه بلد ينطق بلغة الضاد، لغته ولغة آبائه وأجداده، بكذب وافتراء. [email protected]