الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ما الذي نريده منكم؟ (2)

في العمل لا نريد منكم أن تروا في وجود المواطن تهديداً لوجودكم ولوظائفكم، فاقتصاد الدولة من الضخامة بحيث يستوعبنا جميعاً. وعندما فتحنا الأبواب لكم فإننا كنا نأمل أن تنقلوا خبراتكم لنا وأن نتعلم منكم أفضل وأحدث طرق العمل المطبقة في بلادكم الأم، ولكن انغلاقكم في تجمعات منعزلة وإبعاد المواطن سيخلقان سؤالاً كبيراً عن مدى الفائدة التي تضيفونها للدولة ولمواطنيها إذا ما كانت خبراتكم ستظل حكراً عليكم. لا نريد منكم أن تطلقوا الأحكام المسبقة بسبب رفاهية حياة الإماراتي؛ فمقابل كل مواطن كسول إن وُجد هناك مئة مواطن يعملون بجد واجتهاد ليل نهار من أجل تأمين مستقبل أفضل له ولبلده. لا تستخدموا الأحكام الفردية لكي تعمموا انتقادكم على مجتمع كامل، فنحن نرى كذلك أنه في مقابل 100 شخص وافد مجتهد هناك عدد مقابل آخر من غير المؤهلين للعمل، ولكننا مع هذا لم نقفل باب الهجرة في وجوهكم لأننا نؤمن بأن الإمارات بلد الفرص للجميع. مجتمع الإمارات هو كأي مجتمع آخر توجد به بعض الظواهر السلبية، فلا داعي لتضخيمها والتحدث عنها بمبالغة شديدة في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الخارجي، واستغلال كل حادثة لتشويه سمعة الدولة ومواطنيها، فلو كانت دولتنا بهذا السوء لما هاجرتم لها أساساً. كل الدلائل والظواهر تدل على ازدياد عدد الراغبين في الإقامة والعمل في الدولة، وكل هذا بفضل مقاييس الحياة العالية التي استطاعت حكومة الإمارات أن توفرها للجميع، والقادم أفضل وأكثر إشراقاً بكافة المقاييس. نحن نعرف أنكم قد أتيتم من البلاد التي كانت لا تغيب عنها الشمس، ونعرف أن جزءاً كبيراً من الأدب العالمي قد كتب في بلدكم، وأن بلدكم يمتلك أكبر اقتصاد عالمي وأضخم الجيوش، ولكن هذا كله لا يمنحكم حق النظر بتعالٍ إلى الدولة ومواطنيها، فالواقع يقول إنه مقارنة بعمر دولتنا الصغير فإن ما تحقق على أرضها وبفضل الجميع من مواطنين ووافدين هو فخر للعالم أجمع. نحن لا نفخر بدولتنا بسبب ما تحقق أخيراً فقط، بل إن جزءاً كبيراً من فخرنا يعود إلى ماضي أجدادنا ومكافحتهم لظروف الحياة الصعبة في هذه المنطقة، وقبل ظهور البترول. بحكم وجودنا كأقلية، فإنه بات من الضروري أن نطالب الأكثرية الوافدة بأن تبادر إلى أن تكون أكثر انفتاحاً وترحيباً وسعياً للاختلاط بالوسط المحلي. في بعض دول العالم الأول تم فرض قوانين تحمي وجود الأقليات وضمان نيلها لحقوقها كاملة، ولكننا لم نذهب إلى هذا الاتجاه المتطرف، لأننا نتمنى أن يحصل هذا الشيء كردة فعل طبيعية وكبادرة عرفان منكم تجاه دولة استقبلتكم هي ومواطنوها طوال السنوات الأربعين الماضية بكل ود واحترام، فهل يتحقق ذلك؟ أترك الإجابة لكم. [email protected]