الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

هل معك درهم يا سيدي؟

في يوم ما ولعدم وجود الكثير من الدراهم المعدنية في سيارتي قررت أن أتناسى الدفع حين أقف في الموقف المدفوع، لأنجو مرة وأخالف من قبل مصادفة مرور شرطي المخالفات مرة أخرى. ولكن هذه الخطة أدت إلى ازدياد كمية المخالفات وتراكمها بشكل مخيف، فأحببت أن أجرب خطة أخرى وهي تجميع الدراهم النقدية المعدنية بشتى الوسائل، لتجنب المخالفات المرورية بسبب الوقوف دون التسديد. بدأ الأمر بكلمة لا، فكلما سألني الكاشير هل معك درهم يا سيدي؟ تكون الإجابة لا مباشرة حتى قبل التحقق، والخطة الأخرى هي ممازحة بائع الكرك لأحصل على بقية العشرة دراهم عملات معدنية تعينني في مسألة تصفية المراهنة مع رجل المخالفات. الشاهد من الأمر أن الدراهم التي تراكمت عندي بكمية كبيرة جداً فلم أعد أحتاج أن أقف أو أبحث عمن يسلفني درهماً في كل مرة أقف فيها في موقف مدفوع الأجر، حتى إنني أحياناً أتصدق على بعض الحائرين بنصف دراهمهم التي لا يبلعها جهاز الدفع، والأجمل من ذلك أنني أحصل على خصومات بسبب عدم توفر الدراهم في جيبي وكلمة لا أملك درهماً أحياناً قد تؤدي لأن يتغاضى البائع عن الدرهم بدل أن يترك المحل ويذهب للبحث عن الدراهم ليحاسبني، فضلاً على أنني أصبح أقوى حين أقف أمام بائعة المقهى، فتسألني هل لديك أربعة دراهم؟ لأقول لا بكل ثقة وآخذ ما تبقى من الدراهم التي تملكها ولا تريد التخلي عنها. أدركت الآن أن الدرهم الذي أتركه زهداً في المقهى أحياناً يكون أغلى على المقهى من أن يتنازل عنه لصالحي إن كنت أنا صاحب الحق، وكذلك الحياة في الكثير من الأمور التي نتنازل عنها طيباً فنكتشف أن هنالك من يستغل هذه الطيبة وهذا التغاضي ويكوّن ثروة من وراء هذا التراكم الذي يبدأ بقراره عدم التنازل عن أي درهم وعدم قبول عكس الفكرة في التنازل للآخرين كاستراتيجية. أتمنى من كل قارئ يملك درهماً لا يحتاجه أن يحوله لحسابي لأن الخطة المقبلة هي أن أصل إلى مليون درهم بالاستراتيجية نفسها. [email protected]