الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«من منهم هو» تترنح بين نمطية الإيقاع وصراع الخير والشر

شهد قصر ثقافة الشارقة عرضاً لمسرحية «من منهم هو» لفرقة المسرح الشعبي الكويتية، ويغوص العمل بين الأنا وهو وميديا والزير سالم والليدي ماكبث، عبر نص قصصي متنوع ضم ثلاث شخصيات من عصور مختلفة، وربط بينها حب الانتقام وتذوق الدم. ويدور العمل حول سيطرة النفس الأمارة بالسوء على المطمئنة لدى ثلاثة شخوص يختلفون في الواقع الزماني والمكاني للحضارة والتاريخ، ويجمعهم الإصرار الشديد على الانتقام وارتكاب الخطيئة. وقع النص في شباك النمطية التي أخلت بالإيقاع، إذ ركز بعض النقاد على نقاط الضعف فيه والتي تمثلت في الإيقاع الموحد وإنساب المؤلف فكرة العرض لنفسه. وتأتي المسرحية من تأليف وتمثيل أحمد العوضي وإخراج خالد أمين، ويتصدر مشاهدها ثلاث شخصيات: ميديا من العصر الإغريقي، الزير سالم من العصر الجاهلي العربي، والليدي ماكبث من عصور النهضة. ويستهل العرض بقصة الزير سالم «عدي بن ربيعة التغلبي» الملقب بأبي ليلى المهلهل أحد فرسان تغلب في الجاهلية، الذي ينتقم من قبيلة جساس التي قتلت أخاه «كليب» بسبب ناقة البسوس. وثار قلب الزير سالم ألماً على أخيه فانقطع عن الشراب واللهو إلى أن يثأر له، فكانت حرب البسوس التي دامت أربعين عاماً، ويؤدي دور المهلهل الممثل علي الحسيني الذي يظهره المخرج في شكل شخصية انتقامية تترنح بين الغضب والقهر والامتعاض وهلاوس الرغبة الجامحة في الانتقام. وينتقل المخرج إلى زمان آخر مع شخصية مختلفة هي «ميديا» التراجيدية التي كتبها يوربديس والتي ساعدت حبيبها في الحصول على الجرة الذهبية في بلادها. وقدمت ميديا تضحيات كثيرة من أجل حبيبها فقتلت أخاها وقطعت جثته وألقت بها في البحر لينشغل والدها الملك بجمع أشلائه وتهرب مع جاسون إلى كورنثة، وهناك يتزوجان وينجبان طفلين. ويبدأ زوجها العمل على تأمين وضعه الاجتماعي لأنه منفي إذ يضطر إلى الزواج من ابنة ملك كورنثة ليؤمن مركزه الاجتماعي فتغضب ميديا ويشتعل قلبها عليه حقداً وكراهية، ويحترق ندماً على قتل أخيها وتدفعها رغبة الانتقام إلى قتل أبنائها من زوجها الذي يسعى لبناء أحلامه من أجلهم. أما الشخصية الثالثة فهي الليدي ماكبث التي تعالج الصراع الأزلي بين الخير والشر، إذ تبرز ماكبث التي تؤدي دورها الممثلة أحلام حسن بالقوة والطموح العالي الذي يدفعها إلى تشجيع زوجها على قتل الملك للاستيلاء على السلطة. وتسعى بكل أدواتها الشريرة إلى إقناع زوجها ماكبث بذلك لتحقيق مبتغاها وتلجأ لإقناعه بقتل الملك الطيب «دانكن»، وأقنعت الممثلة الحضور بدورها وكأنها شيطان في لباس امرأة ناعمة.