الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ظاهرة إعلامية فريدة

الكثير منا شاهد مقاطع الفيديو المنتشرة على اليوتيوب بكثرة هذه الأيام الخاصة بتلك السيدة المصرية التي توجه رسائل إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما باللغة الإنجليزية، وهي السبب أي اللغة في انتشار هذه الفيديوهات. الشباب تداول هذه المقاطع التي تحمل معها الكثير من الكوميديا، بسبب إصرار هذه السيدة على استخدام اللغة الإنجليزية في رسائلها رغم ضعف اللغة لديها، وأيضاً بسبب المحتوى لهذه الرسائل الموجهة إلى رئيس أكبر دولة في العالم، ولأن الشعب العربي عموماً والمصري خصوصاً يحب النكتة والابتسامة بدأت تنتشر على الإنترنت مقاطع مركبة مضحكة عن كلمات هذه السيدة، وعن ردود فعل للرئيس الأمريكي تجاه هذه الرسائل. أنا لا أريد -لا سمح الله التقليل- من شأن هذه السيدة، فأنا أعتبرها سيدة شجاعة، وإنسانة بسيطة توضح لك الطيبة والبساطة الموجودة في شعوبنا العربية عموماً، وشجاعة هذه المرأة وبساطتها واضحة بطريقة طرحها، فهي أرادت شيئاً وفعلته، لم تأبه لأحد ولم تخجل من استخدام اللغة الإنجليزية الركيكة في إيصال رسائلها (حتى إنها اعترفت بنفسها أن لغتها الإنجليزية («ففتي ففتي» أي نص نص)، ونجحت في إيصال الشيء الذي أرادت إيصاله بغض النظر عن الأسباب والمسببات التي دفعتها إلى ذلك. بالتأكيد نموذج كهذا قد يكون مثيراً وتنقله وسائل الإعلام المختلفة لأنه يحمل بين طياته الكثير من الفكاهة التي نحن بأمس الحاجة إليها، خصوصاً في ظل الظروف التي يعيشها العالم العربي في هذه الفترة من الزمن التي قد تكون الأقسى في تاريخ المعاصر. صاحبة الرسائل المتلاحقة إلى أوباما كانت حاضرة في منتدى الإعلام العربي الذي أقيم في دبي، وتهافتت وسائل الإعلام المختلفة على عمل بروفايل لها ولقاءات معها سواء كانت مكتوبة أو مرئية، وهو بالتأكيد ليس عيباً كون الإعلام يبحث عما يحقق له نسبة متابعة عالية، لكن دون المساس ببساطة الموضوع وإخراجه من إطاره العفوي. قالت لي العصفورة «إن هناك قناة عربية عرضت على هذه السيدة أن تقوم بتقديم برنامج خاص بها على شاشتها، علماً أنه كانت هناك جلسة حوار في المنتدى حول الجمال وتأثيره على اختيار المذيعات في القنوات العربية، ويبدو أن القناة كانت حاضرة في هذه الجلسة واستفادت منها جيداً». إعلامي