الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

مرآة المجتمع

هل الإعلام مرآة المجتمع، أم أنه يصنع ما يقال في المجتمع؟ هذا التساؤل الأكبر الذي بحثت عن إجابة له، وأنا أتابع باهتمام منتدى الإعلام العربي الذي أقيمت فعالياته خلال الأسبوع الماضي، فالإعلام اليوم أصبح الأداة الرئيسة التي تتحكم بالعديد من الأحداث إما سلباً أو إيجاباً، ومن خلاله قد تصل برسالة تنموية إلى شريحة كبيرة من الناس أو تزرع بذرة فتنة بينهم. إن دور الإعلامي لا يتوقف اليوم عند إلقاء نشرة إخبارية، أو إجراء مقابلة ولكنه يتعدى ذلك، فهو نجم عليه أن يتسم بصفات القدوة الحسنة وأن يتحلى بالثقافة التي تعينه على الإدلاء بالآراء بطريقة صحيحة. في عالمنا العربي نفتقد اليوم إلى نوعية الشخص الحكيم الذي يعرف قيمة وزن الكلمة قبل أن يعلم عيارها على مقياس الصراخ. إن بعض القنوات تمثل بشكل فاضح بعض الأجندات التي تسعى لتخريب وتفكيك الوطن العربي، على الإعلام المضاد اليوم أن يتحلى بالأسس والمقومات التي تساعده في الرد على كل الشائعات المغرضة، اليوم نحن بحاجة إلى كيانات إعلامية حقيقية وميثاق شرف إعلامي يطبق على الجميع، لتعلم الحدود، ولتوضع المعايير التي بناء عليها تقدّم الرسالة الإعلامية. الإعلام ليس بناقل صورة .. الإعلام يخلق الصورة. أدوات التواصل الاجتماعي طغت على الإعلام التقليدي، وذلك لعدة أسباب من أهمها وجود الفجوة ما بين ما يعرض وما يكتب في الإعلام الجديد، الجيل الناشئ اليوم بحاجة إلى خطاب إعلامي متجدد يجمع ما بين الترفيه والتثقيف، قد يكون الربح الهدف الأكبر، وخصوصاً للإعلام الخاص، ولكن الربح الحقيقي بكسب العقول قبل ذلك، وفي إنشاء أفكار متنورة تساعد مستقبلاً في إعمار الدول، فالبرامج والمجلات تعرض الأفكار، وهذه الأفكار تسكن العقول، فمنها ما يذهب مع الزمن وهناك ما يبقى. تسويق الفكرة خطير، فهناك من يتأثر بلغة العاطفة قبل أن يحكم عقله، على الصحافة والقنوات إيضاح الأفكار الهدامة ودحضها، بحيث لا تتغلغل في نفوس الضعفاء والبسطاء في بلداننا. من حق الإعلامي أن يبحث على الإثارة في المواضيع التي يتناولها، ولكن المشكلة حين تصنع الإثارة من اللاشيء وتحول إلى حكاية تكبر عند مرورها بعامة المجتمع، الناجح هو من يطرح الحلول قبل أن يعرض المشاكل، من يبحث عن الإجابة قبل أن يطرح السؤال. [email protected]