صدمة مدتها 10 ثوانٍ

 في كل يوم يأتي الإنسان المبدع ليطرح لنا جديده كي نستمتع به، ويحصد هو الملايين من خلال اختراعه للجديد في عالم التواصل الاجتماعي. من منا لا يتذكر (الماسنجر) وأحاديث الغرام، وبعض الأعمال أنجزت من خلاله؟ .. أنا عن نفسي كتبت مسرحية كاملة وناقشتها، وتم التعديل عليها من خلال (الماسنجر). ومن منا لا يتذكر مواقع الدردشات وما فيها من ضحك وشتم ومواهب غناء وشعر؟ .. راحوا الطيبين. فيسبوك أصبح من الطيبين أيضاً بعد ميلاد كيك وإنستغرام، وعالم التغريدات اجتاح مساحات كبيرة في عالمنا. فعلاً إن العالم مع مرور الوقت تصغر مساحته، أصبحنا اليوم قرية صغيرة أشبه بقرية السنافر. طبعاً نشتهر نحن العرب في استخدام البرامج هذه في المفيد جداً، ونسعى إلى أن يكون هناك عربي مبرمج صاحب موقع أو برنامج أو تطبيق على الهاتف، ويصبح بين يوم وليلة مليونيراً مع مارك زوكربيرج أو ستيف جوبز، بل أجزم بأن هناك أملاً كبيراً في أن نصنع لأنفسنا برامج (تكسر الدنيا). لحظة .. انسوا ما كتبته لأنه خيال علمي سينمائي هوليوودي. الواقع يا سادة أن أغلبية من يتنفسون الهواء في الوطن العربي سببوا كوارث بسبب هذه المواقع، وصلت إلى الجرائم والشغب والتهور والتطرف والفتن وقلة الأدب .. هناك حروب طائفية وثقافات غبية تزداد في الانتشار بين فئات شباب جيل اليوم .. لا علم ولا بطيخ فقط (قص ولصق) لما تريده بعض العقول المدمرة. والصدمة الجديدة يا سادة ولن أطيل عليكم الكلام، برامج التصوير والفيديو التي نتشاركها في هذه الأيام وفيها تحدٍ كبير، إذ إن وقت التسجيل يقل هنا كثيراً، وهنا نرى بعض الطاقات الإبداعية التي تستطيع تلخيص مقطع فيديو في ظرف 35 ثانية أو 15 ثانية بشكل إيجابي إبداعي (قلة) .. واليوم الباش مهندس (سناب شات) حضر وانتشر بسرعة الضوء، يا ناس أي إبداع سوف نراه في 10 ثوانٍ؟ وطبعاً، ما شاهدته أنا شخصياً في 10 ثوانٍ سبب تساقط الشعر، وما سمعته أحبطني جداً، لأني لم أصدق أن هناك من يستطيع أن يختصر المعصية في ثوانٍ. الآن عرفت سبب انتحار الحيتان.