السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أردوغان يبتز الأكراد بحيلة السلام

أعاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فجأة إحياء عملية السلام الكردية المعلقة، سعياً وراء أصوات الناخبين الأكراد في انتخابات رئاسة الجمهورية المزمع تنظيمها في أغسطس المقبل. وبعد أن حجبتها الأزمة السياسية المستمرة التي هزت أنقرة لأشهر طوال، عادت المسألة الكردية منذ خمسة عشر يوماً لتحتل واجهة الأحداث السياسية في تركيا. وأغلق مئات الشبان وخصوصاً تحت راية حركة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، منذ نحو أسبوعين، طريقاً بين ديار بكر وبنغول للتنديد ببناء منشآت عسكرية. ووقعت صدامات بين رجال الدرك استخدمت فيها أحياناً أسلحة نارية ما أسفر عن سقوط ستة جرحى في صفوف قوات الأمن في الأيام الأخيرة. وما يزيد من أجواء التوتر أيضاً اعتصام عشرات الأمهات أمام بلدية ديار بكر للتنديد بـ «خطف» أولادهن من قبل الحركة الكردية المتمردة. ودافعت الحكومة عن هؤلاء الأمهات عبر نشر تقرير أشار إلى 700 عملية «تجنيد بالقوة» لقاصرين من قبل حزب العمال الكردستاني منذ بداية العام 2013. وتدخل أردوغان نفسه للمطالبة بالإفراج عنهم، مهدداً «إن لم يفرج عنهم حزب العمال الكردستاني فلدينا خطة ب وخطة ج»، فرد زعيم حزب السلام والديموقراطية الكردي صلاح الدين دميرطاش «إنها سياسة ولهجة رئيس الوزراء التي تدفع الأطفال للانضمام إلى المقاومة». وهكذا تصعّدت اللهجة المتبادلة علناً بين الفريقين بشكل ملحوظ في موازاة المحادثات الجارية بينهما. وفي مارس 2013 أعلن الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من سجنه في جزيرة امرالي وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد اتبع بعد شهرين من ذلك ببداية انسحاب مقاتليه نحو قواعدهم الخلفية في العراق، لكن المتمردين علقوا هذا التحرك في الخريف التالي متذرعين بوعود لم تف بها أنقرة. وبعد أن تباطأت أشهراً تشهد عملية السلام وتيرة متسارعة في الوقت الحاضر. وذكر نائب رئيس الوزراء بشير أتالاي المكلف بالملف «إننا متفائلون ومصممون، وبتنا أقرب إلى الحل»، مشيراً إلى «خطة تحرك جديدة» قيد الإعداد من دون مزيد من التفاصيل. وتوقع نائب حزب الشعب والديموقراطية سري ثريا اوندر من جهته بعد لقاء مع أوجلان أن تفضي هذه المحادثات إلى نتائج. واتخذت الحكومة أواخر العام 2013 مبادرات تجاه الأكراد مثل منح حق التعليم الخاص باللغة الكردية في المدارس الخاصة، لكن ممثلي هذه الأقلية المقدرة بـ15 مليون نسمة اعتبروها خجولة جداً وكرروا مطالبهم وخصوصاً الحصول على حكم ذاتي واسع في الجمهورية التركية. وأياً تكن النتائج يبدو أن هذا التحرك المفاجئ مرتبط مباشرة بالاستحقاق الرئاسي المرتقب في أغسطس المقبل، وينطوي على الكثير من النوايا المبطنة. وأوضح خبير الشؤون الأمنية في مؤسسة تيباف للأبحاث الاقتصادية السياسية نهاد علي أوزجان «متمردو حزب العمال الكردستاني يريدون انتزاع أكبر عدد ممكن من التنازلات من أردوغان الذي هو بحاجة للصوت الكردي لانتخابه رئيساً». لكن التوصل إلى اتفاق محتمل يبدو أمراً معقداً، لأن العديد من الأتراك ما زالوا معارضين للحوار مع أوجلان الذي لا يزالون يصفونه بالإرهابي.