الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

التكامل المفقود

المتابع لواقع مؤسساتنا الرياضية في الدولة يجد أن أكثر ما تفتقد إليه تلك المؤسسات من قمة الهرم إلى أصغر مؤسسة تعنى بالشأن الرياضي في الدولة، أنها تفتقد للجانب التكاملي فيما بينها، في الوقت الذي من المفترض أن تكون العلاقة فيما بينها متكاملة في كل شيء، بدليل أن كل مؤسسة منها تعمل في جهة وكان كل واحدة منها معزولة وفي واد آخر، فالهيئة التي تمثل قمة الهرم الرياضي في الدولة نجدها في واد، واللجنة الأولمبية تهيم في واد آخر، ولكل منهما توجهاتها واستراتجيتها الخاصة بها، والضحية من وراء ذلك التباين الاتحادات والأندية التي نجدها تدور في فلك ذلك الغياب التام للغة التنسيق والتعاون بين من يمثلون قمة الهرم الرياضي وبين المؤسسات التي تقع عليها مهمة تشريف الرياضة الإماراتية وتحقيق الإنجازات ورفع راية الوطن. ليس من المستغرب أن يخرج إلينا من ينفي ذلك ويدعي التكاملية والوفاق والاتفاق بين المؤسسات الرياضية في الدولة، لأننا إعتدنا على ذلك من سنوات طويلة، وأصبحنا نحفظ نظرية إني ﻻ أكذب بل أتجمل، حيث لم يسبق لمسؤول رياضي صرح أو أعلن عن وجود خلاف فيما بين المؤسسات الرياضية، حفاظاً على العلاقة الودية، الأمر الذي أدى إلى اتساع هوة الخلاف فيما بينها وتحولت معها العلاقة إلى ما يشبه البرود العاطفي فيما بين تلك المؤسسات، وانعكست سلباً على مسيرة الرياضة في الدولة، والتي تأثرت كثيراً، نتيجة غياب التكامل وسيطرت الفردية والمركزية على منظومة العمل في واقعنا الرياضي. وحتى نقرب الصورة أكثر نتوقف أمام مثال بسيط يعكس حقيقة غياب التكامل بين مؤسساتنا الرياضية، فمشروع الأولمبياد المدرسي الذي يعتبر من أهم وأكبر المشاريع أهمية في تاريخ رياضتنا، نجد أن الهيئة العامة لرعاية الشباب ليس لها موقع من الإعراب في ذلك المشروع الحيوي، واللجنة الأولمبية الوطنية، وهي الجهة التي تبنت الفكرة وتحملت مسؤولية صناعة بطل أولمبي، ﻻ تملك المقومات الفنية والإدارية التي تؤهلها لتحقيق أهداف المشروع، كما أن وزارة التربية لا تستطيع فعل شيء، لأنها ﻻ تملك الأدوات، ولا يمكن إسناد مهمة اكتشاف المواهب وصناعة الأبطال لمدرسي التربية الرياضية، وكل ذلك يحدث وسط تجاهل تام للاتحادات الرياضية التي ليس لها ﻻ ناقة ولا جمل في موضوع يمثل قمة اختصاصها، لأنها هي الجهة الوحيدة المسؤولة والمؤهلة لصناعة أبطال أولمبيين. كلمة أخيرة مصلحة الرياضة الإماراتية شأن عام وﻻ يخص جهة بعينها، وما يحدث على صعيد غياب التكامل فيما بين مؤسساتنا الرياضية لن يخدم ﻻ حاضر ولا مستقبل رياضتنا.