الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

ديمقراطية البراميل

استمرار استنزاف العراق وسوريا تحت مظلة الهراء الديمقراطي سفه وسخرية في عالم عربي إنسانة متعطش للحياة الكريمة، والدمى التي تحركها إيران في المنطقة لا يقدم انتخابها، ولا يؤخر في حقيقة أن دولاً تسمي نفسها عظمى، وتصنف من العالم الأول سقطت سقوطاً أخلاقياً مريعاً، وهي تندد بديمقراطية البراميل. قاسم مشترك بين أحداث انتخابات العراق وسوريا باستخدام الأدوات الإيرانية نفسها، المصدر واحد وهو «الحرس الثوري الإيراني» ويقود المعركة في العراق وسوريا ضد العرب مسلمين ومسيحيين. أعتقد أن تسميتها ديمقراطية البراميل التي سقطت على الأبرياء لا ترتقي لوصفها بالمهزلة، بقدر مهزلة مطالبة الأسد بتسليم كامل ترسانته الكيماوية وتركه يرتع ويقود حروب الإبادة الجماعية بواسطة تشكيلة من الغازات السامة «الفوسفورية كالخردل أو السارين أو الكلور». على هامش المشهد الديمقراطي، بحكم التشابه والتقارب والقاسم المشترك بينهما وهو «الاحتلال الإيراني» أبرز المشهد حالة ثالثة بعد التقارب «الإسرائيلي التركي» العلني، وهو حقيقة أن التدخلات الإقليمية في العراق وسوريا تقودها تركيا وإيران وبدت أكثر وضوحاً بعد سقوط تنظيم الإخوان الإرهابي. العراق وسوريا بين مطرقة التقسيم وسندان حروب يراد لها أن تطول، وكذباً يقال إنها حروب أهلية، وهي دول محتلة من إيران لا علاقة للمواطنين «خارج دائرة العمالة والانتماء للطابور الخامس» بها، ولا يرفع الإنسان الباحث عن حياة بسيطة وكريمة سلاحاً في وجه مواطنيه بدليل استنزاف الإيرانيين من الحرس الثوري وعناصر التنظيمات والاستعانة بمرتزقة أفغانستان الشيعة اللاجئين بمقابل مادي وإغراءات أخرى. أليست الديمقراطية سبيل الدول إلى الاستقرار؟ لماذا مازالت التفجيرات في العراق والمشهد لم يختلف قبل وبعد الانتخابات؟ وسوريا وإيقاع البراميل يهز صناديق الاقتراع .. وما زالت الدولتان الديمقراطيتان برعاية إيرانية ترزحان تحت إرادة وحشية لم ترتو بعد من الدم العربي. لماذا لم تخرس مسرحيات الديمقراطية العراقية والسورية صوت الإرهاب الذي ترعاه وتسهر على تفريخه حالش وماعش وداعش ومرتزقة العالم واستقطبهم مغناطيس الإرهاب، وتتصاعد منه روائح الدماء والأشلاء تحت مخلفات البنايات والمنازل؟ إحصائيات وزارة الداخلية السورية تفيد بأن عدد السوريين ولهم حق الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات 15 مليوناً داخل وخارج سوريا، شارك في الانتخابات 11 مليوناً، أين الأربعة مليون المتبقين؟ وبحكم استهداف الإرهاب والبراميل الحاملة للكلور والغازات السامة وفقاً لمنظمات حقوقية 9.5 ملايين مواطن سوري نزحوا من مناطقهم، خوفاً من القتل و3.5 ملايين خارج البلاد، و40 في المئة داخل الأراضي السورية خارج نطاق سيطرة الأسد، أين يتظلم هؤلاء، لعدم شمولهم في المشهد الديمقراطي؟ وماذا عن أصبوحة أسدية تتحدي القرارات الدولية، وفي أول يوم للرئيس المنتخب استخدمت الغازات السامة على بلدة عربين في الغوطة الشرقية؟ وقال عنها أطباء البلدة إنها «غازات جديدة وغير مألوفة». [email protected]