الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

حقوق الزوج

نسمع دائماً الترغيب والحث على احترام النساء والزوجات وفضل رعاية البنات، وهذا بلا شك تذكير مهم، فالظلم الذي تتعرض له النساء عموماً والزوجات خصوصاً من قبل بعض الرجال واضح وجلي، ولكن من الضروري أيضاً تذكير النساء بفضل وأهمية رعاية حق الزوج، فكم تمر علي من حالات وحالات تقصر بعض الأخوات في حق زوجها تقصيراً كبيراً. المرأة العاقلة من تراجع نفسها، فهي تريد من خدمة زوجها والاهتمام به إرضاء ربها، فمن أبواب الأجر والثواب رعاية الزوج والقيام على خدمته والاهتمام به، وبعض الأخوات تغضب من مجرد الحديث عن حق الزوج، فهي تريد أن تسمع دائماً فضل رعاية الزوجة والاهتمام بها وترى بأنها مظلومة للغاية، ولا تريد أن تسمع أي شيء في تذكيرها بحق زوجها عليها، وترى نفسها بأنها لم تقصر مع زوجها أبداً. وحتى المرأة المتمردة على زوجها، والتي تعصيه جهاراً نهاراً لا ترى أنها مقصرة معه! وهذا تهاون كبير من بعض أخواتنا. فالنبي، صلى الله عليه وسلم، كان يحث النساء دائماً على رعاية حق الزوج، فهذه الرعاية واجبة عليها، ومن الأدلة التي تبين عظم حق الزوج على زوجته قول النبي، صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت)، وعن حصين بن محصن، رضي الله عنه، أن عمة له أتت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال لها: أذات زوج أنت؟ قالت: نعم، قال فأين أنت منه؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: فكيف أنت له فإنه جنتك ونارك، وقال عليه الصلاة والسلام: (ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه) .. فهذه بعض النصوص التي تبين لجميع النساء عظم شأن وحق الزوج عليها. وحث النبي، عليه الصلاة والسلام، على شكر المرأة لزوجها وعدم جحود فضله وخيره، فلا تكن ممن يكفرن العشير، ففي الحديث الصحيح: (لا ينظر الله، تبارك وتعالى، إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه) فمن الزوجات من لا تستغني عن زوجها وإحسانه وفضله، ولكنها لا تشكره ولا تذكره بخير، وقد تعتذر بعض الأخوات عن عدم قيامهما بحق زوجها على الوجه المرضي، بسبب وظيفتها أو دراستها، فالوظيفة والدراسة تأخذ من المرأة جهداً ووقتاً كبيراً، فهي تصل للبيت متعبة جداً، وفي ظني القاصر ليس هذا بعذر مقبول للتقصير في حق زوجها، فقرار الوظيفة أو الدراسة قرار اختارته الزوجة، فلا بد عليها من الموازنة بين الأمور وإعطاء كل ذي حق حقه، والرجال في كثير من الأحيان يرضون من زوجاتهم بالشيء القليل والمتوسط. ومن صور تهاون بعض الأخوات في حق الزوج ترك التجمل وحسن التعامل مع الزوج، فهي إن خرجت لزيارة صديقتها تزينت بزينة حسنة طيبة، وتكلمت معهن بالكلام الجميل الرقيق، وأما مع زوجها فحالها مختلف، بل شكا إلى بعضهم أنه يعاني من عدم عناية زوجته بالنظافة! وهذا أمر غريب للغاية، والأمر كله يحتاج أيضاً إلى جلسة مصارحة مع النفس، فمن صارحت نفسها عرفت جيداً موقعها في رعاية حق زوجها، فتستطيع المرأة أن تجعل الحياة الأسرية بتوفيق من الله سعيدة جميلة هادئة، وتستطيع أيضاً أن تجعل زوجها يبكي من شدة الألم والقهر! [email protected]