الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

من رواد الخط العربي

من أبرز من اشتهر بتجويد الخط وتطويره الوزير ابن مقلة، حيث كان وزيراً للخليفة العباسي المقتدر والقاهر والراضي؛ فهندس الحروف المفردة ووضع أوزانها. ثم تسلم رئاسة الخط العربي ابن البواب، واستطاع بمهارته أن يخطو خطوات واسعة في تجويد الخط وتطويره، فهذب طريقة ابن مقلة ونقحها وكساها طلاوة وبهجة. وأما ياقوت المستعصمي فقد كان أشهر خطاطي العراق في القرن السابع الهجري وكان مملوكاً، فقد عاش في عصر الخليفة العباسي المستعصم أي أواخر عصر بني العباس وقد لقب بقبلة الكتاب. وبفضل هؤلاء الأعلام الخطاطين الذين مر ذكرهم وغيرهم كثر، شاع الخط العربي في مشارق الأرض ومغاربها. وبعد ياقوت المستعصمي فقدت العراق مكانتها في الخط العربي وانتقلت رئاسته إلى مصر التي أصبحت مركزاً ثانياً حتى القرن الثامن الهجري. وقد نقل تلامذة ياقوت المستعصمي بعد وفاته نهجه إلى الأناضول وسوريا وإيران وإلى ما وراء النهر حتى انتهت جودة الخط إلى حمد الله الأماسي المعروف بابن الشيخ والمولود في الأناضول، والذي استقدمه السلطان بايزيد إلى إسطنبول سنة ٨٨٦ هجري فاشتغل بالخط ودراسته وسار على طريقة ياقوت المستعصمي بأسلوب جديد. ومنذ بداية القرن العاشر الهجري أخذ تلامذته يسيرون على أسلوبه وينشرون طريقته، وقد عاصر حمد الله الأماسي أحمد قره حصاري وكان بارعاً في خط الثلث الجلي. وفي الربع الأخير من القرن الحادي عشر الهجري ظهر في إسطنبول الحافظ عثمان، فاستطاع أن يتبع أسلوباً جديداً مستفيداً من حمد الله الأماسي فأضفى عليه مسحة جمالية واختير لتعليم السلطان مصطفى الثاني وبذلك لقي فن الخط تشجيعاً عظيماً.