الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

تحويل 9 مساجد في دبي إلى «ذكية» وفتح الترشح للوظائف الدينية قريباً

يسهر المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف والعمل الخيري في دبي الدكتور حمد الشيباني على تطوير الخطاب الديني والارتقاء بمرافق المساجد، مسهماً في توفير أفضل الظروف والخدمات للمصلين، وساعياً إلى ترسيخ التوطين في الوظائف الدينية. أوضح في حواره مع «الرؤية» أن الدائرة اختارت تسعة مساجد لتحويلها إلى «مساجد ذكية» تتميز بوجود تقنيات تكنولوجية عالية. وحدد مزايا التقنيات في توفير معلومات شاملة عن المسجد والمحاضرات والبرامج المنظمة فيه، مشيراً إلى أنها تتيح للمصلي الاستفادة من خدمات إلكترونية، مثل تقنية (رمز الاستجابة السريع QR) المستخدمة للمرة الأولى في مباني الدولة، إضافة إلى خدمة التبرع الإلكترونية. وترتبط المرحلة المقبلة بإطلاق 20 مسجداً ذكياً وصديقاً للبيئة، عبر إضافة تقنيات تكنولوجية حديثة تمكن إدارة المسجد من التحكم في الإنارة والمكيفات والحنفيات بالهاتف الجوال أو بالآيباد، وفق ما أفصح عنه الشيباني. وأفاد بأن اللجنة المختصة في الوظائف الدينية تعكف حالياً على وضع الشروط واللوائح التنظيمية الواجب توافرها في المتقدم من ناحية جودة الإلقاء وإتقان تجويد القرآن الكريم، وبراعة الحفظ وغيره، وقريباً تعلن الشروط وتفتح باب الترشح لها. وتدرب الدائرة في الفترة الحالية ثلاث مفتيات مواطنات وتخضعهن لعدد اختبارات متخصصة وجدية، لتقييم قدراتهن وحنكتهن حتى يباشرن العمل قريباً إثر اعتمادهن. وأبان الشيباني أن الدائرة تعتزم في شهر رمضان مواصلة تنظيم جائزة القرآن الكريم، ذاكراً أنها توفر وجبات الإفطار لـ 2000 مستفيد يومياً طيلة الشهر المبارك، فضلاً عن توزيع 4000 وجبة في مشروع سقيا الماء المتنقل على الفئات العاملة. وتتعاون الدائرة مع جهات حكومية عدة لضمان الانسيابية المرورية مثل الإدارة العامة للمرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة دبي التي تبذل جهوداً حثيثة لفض الاختناقات والازدحامات المرورية، من دون تحرير المخالفات مراعاة لظروف المصلين، كما أكده الشيباني.وتالياً نص الحوار: ÷ أين وصلتم في مشروع المساجد الذكية؟ - يرتبط المشروع بمبادرة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه اللـه، بالانتقال إلى الحكومة الذكية. ويتماشى مع إطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي «المدينة الأذكى»، إذ لا بد لنا من مسايرة هذه التوجهات والخيارات الرائدة، ولا سيما في ما يخص الخدمات المطروحة من قبل دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف والعمل الخيري في دبي. واخترنا تسعة مساجد لتحويلها إلى «مساجد ذكية» تتميز بوجود تقنيات تكنولوجية عالية توفر معلومات شاملة عن المسجد والمحاضرات والبرامج المنظمة فيه، وتتيح للمصلي الاستفادة من خدمات إلكترونية متطورة، مثل تقنية «رمز الاستجابة السريع QR»، والمستخدمة للمرة الأولى في مباني الدولة، إضافة إلى خدمة التبرع الإلكترونية. ÷ فيمَ تتمثل المرحلة المقبلة من المشروع؟ - ترتبط المرحلة المقبلة بإطلاق 20 مسجداً ذكياً وصديقاً للبيئة، عبر إضافة تقنيات تكنولوجية حديثة، تمكن إدارة المسجد من التحكم في الإنارة والمكيفات والحنفيات بالهاتف الجوال أو بالآيباد. وتساعد هذه الوسائل الحديثة على ترشيد استخدام الكهرباء والمياه، استناداً إلى نسبة المصلين في المسجد، ولا سيما في المساجد الكبرى في أوقات صلاة الجمعة وقيام الليل والتهجد وصلاة العيدين. ومن بين المساجد المشمولة بالمشروع «الكرامة الكبير، العوير الكبير، السطوة الكبير والراشدية الكبير»، فضلاً عن الفاروق والشيخة لطيفة الكبير وغيرها. وجدير بالذكر أننا نستهدف تعميم هذه الخدمات على جميع مساجد دبي. ÷ كم تبلغ نسبة توطين الوظائف الدينية؟ - اعتمدنا كادراً خاصاً بالوظائف الدينية استكمالاً لمسيرة التوطين، وتعكف اللجنة المختصة حالياً على وضع الشروط واللوائح التنظيمية الواجب توافرها في المتقدم من ناحية جودة الإلقاء وإتقان تجويد القرآن الكريم، وبراعة الحفظ وغيرها. وقريباً تُعلن الشروط وتفتح باب الترشح لها، ولنا مطلق الحرية في تحديد الأعداد المطلوبة للكوادر الدينية، وفق نسب المتقدمين، من دون التغاضي عن وضع محفزات عمل لائقة لهذه الوظائف. ÷ هل تتناسب مخرجات التعليم العالي في القطاع مع ما تتطلبه الوظائف الدينية الشاغرة؟ - نطلع باستمرار على مخرجات التعليم العالي في القطاع الديني، وبصراحة نستطيع وصفها بالجيدة، ولكن يكمن التحدي في براعة اختيار المجموعة المناسبة أو استقطاب العدد الملائم للوظائف الشاغرة. ÷ ولكن نسمع دائماً عن وجود نقص في شغل الوظائف الدينية من قبل الإناث؟ - لا يمكننا إنكار أهمية وجود إناث تشغل عدداً من الوظائف الدينية، ولا سيما في خط الإفتاء، إذ يتميز بخصوصية وشروط معينة، لا بد من توافرها في المفتية. وندرب في الفترة الحالية ثلاث مفتيات مواطنات، ونخضعهن لعدد لاختبارات متخصصة وجدية، لتقييم قدراتهن وحنكتهن، حتى يباشرن العمل قريباً إثر اعتمادهن. ÷ ما المشاريع التي تعكفون على إنجازها في شهر رمضان المبارك؟ - تنشط جميع المؤسسات الإسلامية تحت منظومة موحدة تستند إلى التنسيق المشترك. ونعتزم في شهر رمضان المبارك مواصلة تنظيم جائزة القرآن الكريم، وهي تحظى بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه اللـه. وتشرف مؤسسة الشؤون الإسلامية والأوقاف والعمل الخيري على الجائزة واختيار لجنة التحكيم واللجنة المنظمة. وتنتقي دائرة الإنماء السياحي موقع تنظيم المناشط المندرجة ضمن جائزة القرآن الكريم، واحتضنها العام الماضي مركز دبي التجاري المالي. ونطلق في شهر رمضان برنامج «قراء دبي»، إذ نستقطب أبرز وأمهر قراء القرآن الكريم، لإقامة الصلوات في مساجد الإمارة، ولكننا لم نحدد الأسماء إلى غاية الآن. ÷ هل اتخذتم تدابير وإجراءات للحد من الازدحامات المرورية في أوقات الصلاة، خصوصاً عند «التراويح»؟ - مهما اتخذنا من تدابير تبقى مشكلة الازدحامات المرورية موجودة، خصوصاً مع وجود قارئ معروف في أحد المساجد يوم الجمعة، ولكنها قليلة ونسبية مقارنة مع باقي الأيام وسائر فترات العام. ونتعاون مع جهات حكومية عدة لضمان الانسيابية المرورية مثل الإدارة العامة للمرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة دبي التي تبذل جهوداً حثيثة لفض الاختناقات والازدحامات المرورية من دون تحرير المخالفات، مراعاة لظروف المصلين. ÷ هل توجد خارطة جغرافية للمساجد في إمارة دبي؟ - نعم، توجد خارطة جغرافية لتوزيع المساجد في دبي، وأُنجزت بالتعاون مع بلدية دبي، لتلبية طلب واحتياجات كل منطقة من الإمارة، مع مراعاة عدد السكان فيها. وتحتوي منطقة الامتداد العمودي ذات الأبراج السكنية على عدد أكبر من السكان، ما يحتم توفير مساجد تفوق في كمها ومساحتها المساجد في مناطق الامتداد الأفقي ذات البيوت والمنازل الأرضية. ÷ ما الإحصاءات المتعلقة بمشروع سقيا الماء؟ - نوزع عبر مشروع سقيا الماء المتنقلة 4000 وجبة يومياً على الفئات العاملة، ونستهدف إجمالاً 500000 عامل. ولا يقتصر المشروع على شهر رمضان المبارك فحسب، وإنما يمتد من 15 أبريل الماضي إلى 20 أكتوبر المقبل، بتكلفة 1800000 درهم إماراتي، أما مشروع سقيا المساجد فنوزع عن طرقه عبوات المياه داخل مساجد مختارة في دبي، مع توفير ثلاجة داخل المسجد المستهدف وتعبئتها أسبوعياً بعبوات المياه بمقدار 30 كرتوناً. ويشمل المشروع 50 مسجداً، وتبلغ تكلفته الكلية 400000 درهم. ÷ كم يبلغ عدد المستفيدين من مشروع إفطار صائم؟ - يعكف مشروع إفطار صائم على توفير وجبات الإفطار لـ 2000 مستفيد يومياً طيلة شهر رمضان المبارك. ويستهدف المشروع 1000 شخص في منطقة ديره، و1000 آخرين في منطقة بر دبي، إلى جانب تنظيم محاضرات يومية للصائمين قبل الإفطار بـ 20 دقيقة، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع مليون درهم. ونطلق أيضاً مشروع إطعام الطعام خارج شهر رمضان، لتقديم 500 وجبة غداء بعد صلاة الجمعة في المناطق العمالية، بتكلفة 200000 درهم. ÷ هل هناك اتفاقيات شراكات استراتيجية بين دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف والعمل الخيري وجهات أخرى؟ - طبعاً، وهو ما نحرص عليه كل عام في رمضان، إذ سنخصص مبلغ 500000 درهم للمؤسسات العقابية في الإمارة، لصرفها على النزلاء المعسرين مادياً الذين تجب لهم زكاة المال، فضلاً عن دفع مبلغ 84000 درهم لدعم حلقات التحفيظ الخاصة بالمساجين. واتفقنا مع جامعة زايد لتخصيص مبلغ 500000 درهم لصرفها على الطلبة المعسرين مادياً، إلى جانب رصد مليون درهم لمساعدي الحالات الإنسانية بالتنسيق مع الجهات الخيرية في الإمارة. ÷ هل تخصصون ميزانيات لمساعدة الحالات المرضية المحتاجة؟ - أجل، عبر عقد اتفاق مع وزارة الصحة، إذ نخصص مبلغ مليون و500000 درهم لمساعدة المرضى المعسرين مادياً، ولم يتمكنوا من إكمال علاجهم بسبب رسوم العلاج. وخصصنا مبلغ 500000 درهم للمسلمين الجدد، حتى يتمكنوا من إجراء عملية التطهير (الختان). ومن جهة أخرى، هناك مبلغ مليون و400000 درهم للحالات التي تعرض على برنامج «أبواب الخير» الإذاعي على مدار العام. ÷ هل تتبرعون إلى جهات خارجية؟ - لا نغفل عن التبرع لجهات خارجية، وسنخصص مبلغ مليون درهم للمساهمة في مبادرة كسوة مليون طفل حول العالم، ومبلغاً آخر يصل إلى 1.9 مليون درهم للمشاريع الخيرية الخارجية التي تضمنت سابقاً على سبيل المثال بناء المساجد في جمهورية كوسوفا، ودعم الأسر المنتجة ومساعدة اللاجئين في كل من البوسنة ومانيمارو، فضلاً عن مساعدة الحالات الإنسانية في سوريا. سيرة ومسار ولد مدير دائرة الشؤون الإسلامية الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني في دبي، وسافر إلى جمهورية مصر العربية لإكمال دراسته الجامعية. وعمل عند عودته إلى الإمارات في قطاع التعليم مدة 26 عاماً، مسهماً في إعداد أجيال قادرة على دفع التنمية في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. نبذة: أُسست دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري عام 1969 بتوجيهات من حاكم دبي آنذاك المغفور له بإذن اللـه تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. وتقدم الدائرة الإرشاد الديني والخيري، مع ترسيخ القيم المتمثلة في الأمانة والتفاني في العمل والشفافية والإبداع، ويتجلى دورها الرئيس في نشر الثقافة الإسلامية وتطوير الوعي الديني في المنطقة، بالاستناد إلى رسالة إسلامية وسطية. وتتولى الدائرة الإشراف على طباعة القرآن الكريم والكتب الدينية والمنشورات التثقيفية وغيرها. وتصدر الدائرة الفتاوى، إلى جانب تنظيم رحلات الحج والعمرة إلى مكة، وإصدار التراخيص لمعلمي الدين الإسلامي.