السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مقهى السعادة (35 ــ 1)

في بدايات الصباح تنتعش جامعتنا كخلية النحل، تختلط فيها أعراق عدة من أنحاء العالم كافة، حتى تكاد تنسى لوهلة أنك في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هذا ما يعجبني في جامعتنا، فهي تجمع الشرق بالغرب! تجمع ثقافات عدة. مر أسبوعان بعد سقوطي في الجامعة، وها أنا اليوم في هذا الصباح الباكر أقرر أن أحتسي قهوتي وحيدة بينما أنا أتمشى في حديقة ميدان واشنطن المجاورة لجامعتي، تنتشر بالقرب منها الكثير من المطاعم والمقاهي! ويمارس الكثير من الناس رياضة الجري والمشي هنا، كما تجد الكثير من الطلاب يراجعون دروسهم أو يتسلون مع أصدقائهم في ساعات «البريكات». وحدتي هذه كان يصاحبني بها مبارك، أستيقظ باكراً حتى أستطيع أن أقضي معه وقتاً أكثر خصوصاً مع فارق الوقت بين الإمارات ونيويورك، يختفي مبارك فترات طويلة عندما ينام أو هكذا يخيل لي أنا، أما عندما يستيقظ فهو يرسل لي رسائل كثيرة طوال الوقت، حتى خلال اجتماعاتهم في العمل، أما أنا فأرد عليه من تحت الطاولة أو في الحافلة أو خلال فترات المراجعة. مبارك: صباح الخير لأحلى ليلى في العالم. ليلى (أبتسم عندما أرى الشاشة): صباح الخير .. جنك وايد ماخذ راحتك؟ مبارك: عادي .. مب خطيبتي؟ ليلى: همممم .. هاه؟ .. شحالك؟ مبارك: هاه؟ .. بخير ههههههه شحالج أنت؟ ليلى: بخير بخير اتريا الكلاس وأنا أتمشى في الحديقة مبارك: يا سلام .. صوري خليني أشوف؟ ليلى: صبر .. التقطت صورة لشاب يجري هو وكلبه في الحديقة، وصورة أخرى لطلبة بجانب النافورة، وصورة أخيرة للأشجار، ثم أرسلتها كلها في فيسبوك مع تحية صباحية Good Morning Friends،Good Morning NYC .. هل صباحات نيويورك مختلفة، أم أصبحت الآن مختلفة بوجود مبارك؟ مبارك: ههههه اصورلج باركنات السيارات ولا شو الحين، تغايضين؟ ليلى: ما أغايض، أنت قلت صوري مبارك: عاد قلنا صوري .. مب جيه .. صوري الكوفي مالج ابتسمت، ثم وضعت كوب القهوة على أحد الأعمدة وصورته، فاستاء مبارك كثيراً .. (قلت لج صوري يعني وأنت ماسكتنه!) .. كنت أفهم قصد مبارك، ولكني كنت أنتظر رده هذا .. ضحكت كثيراً والتقطت صورة وأنا أمسك كوب القهوة متجهة إلى الجامعة، تظهر فيها أصابعي وبعض ثيابي! .. لم أفكر كثيراً إن كان هذا الشيء خطأ أم لا! .. فالأسبوع الماضي أصبحت خطيبة مبارك رسمياً، أو كما نقول نحن «قصوّا الحيّة». في ذلك اليوم اتصلت عنود، وهي سعيدة جداً بهذا الخبر، أخبرتني بأن مبارك لم يعد يسألها كثيراً عني لا تعرف لماذا، ولكنها استمعت إلى حواره مع جدتي وهو يبتسم عندما تتحدث عني! .. ثم تحدثت معي صاحبة الخيال الواسع «عويش». عويش: ليلوه! .. يعني خلاص احين؟ انخطبت؟ أنا: مادري عويش شو رايج؟ عويش: جان ريتي! شافج في بيتنا واستوى يحبج! شو سويتي بالريال؟ أنا: عويش شو هالخيالات؟ عويش: صبري .. وخليتيه يفكر ويفكر ويا يخطبج .. وبتسافرون رباعة .. يا سلام أنا: عويش ليش احسج منسدحه وحاطه ريل على ريل احين؟ عويش: هييييه منسدحه ويالسه اتخيل القصة أنا: ههههههههه وانت متى بتخلص قصتج؟ عويش: اي قصة؟ أنا: شو أي قصة؟ ... علينا؟ ... هاه؟ عويش: ليلوه؟ ... شو تبين احين؟ أنا: شخبار ناصر؟ عويش: آه؟ ... شو؟ منو ناصر؟ أنا: شو منو ناصر؟ .. أماية قالت لي أن هو دايما يوصلها دبي … ليش؟ عويش: وأنا شو يخصني؟ شدراني أنا: انزين .. برجع إن شاءاللـه وبنتفاهم عويش: جب